قال ابن السّكن : لم أجد عنه حديثا غير هذا ، وأظنه مرسلا.
قلت : وعيسى ضعيف جدّا. وذكر المبرد أن علي بن أبي طالب استعمل النعمان هذا على البحرين ، فجعل يعطي كل من جاءه من بني زريق ، فقال فيه الشّاعر ـ وهو أبو الأسود الدئلي :
أرى فتنة قد ألهت النّاس عنكم |
|
فندلا زريق المال ندل الثّعالب |
فإنّ ابن عجلان الّذي قد علمتم |
|
يبدّد مال الله فعل المناهب(١) |
[الطويل]
٨٧٦٨ ـ النّعمان بن عديّ بن نضلة العدويّ (٢).
تقدم ذكره في ترجمة أبيه عديّ ، وأنه من مهاجرة الحبشة ، وولى عمر النّعمان هذا ميسان ، وهو القائل الأبيات المشهورة :
فمن مبلغ الحسناء أنّ حليلها |
|
بميسان يسقى في زجاج وحنتم |
إذا شئت غنّتني دهاقين قرية |
|
وصنّاجة تجذو على كلّ منسم |
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني |
|
ولا تسقني بالأصغر المتثلّم |
لعلى أمير المؤمنين يسوءه |
|
تنادمنا في الجوسق المتهدّم(٣) |
[الطويل]
فبلغ عمر ، فكتب إليه : قد بلغني شعرك ، وقد والله ساءني ، وعزله ، فلما قدم قال : والله ما كان من ذلك شيء ، وإنما هو فضل شعر قلته ، فقال عمر : إني لأظنّك صادقا ، ولكن والله لا تعمل لي عملا.
قال الزّبير بن بكّار ، عن عمه مصعب : خطب ابن عمر إلى نعيم بن النحام بنته ، فقال :
__________________
(١) البيتان للعباس بن مرداس في ملحق ديوانه ص ١٥١ ، وللعباس أو لغاوي بن ظالم السّلمي ، أو لأبي ذر الغفاريّ في لسان العرب ١ / ٢٣٧ ، (ثعلب) ، ولراشد بن عبد ربّه في الدرر ٤ / ١٠٤ ، وشرح شواهد المغني ص ٣١٧ ، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ١٠٣ ، ٢٩٠ ، وجمهرة اللغة ١١٨١ ، ومغني اللبيب ص ١٠٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٢ وفيه شاهد نحوي في قوله : «برأسه» حيث جاء الباء بمعنى «على» ، أسد الغابة ترجمة رقم (٥٢٥٤).
(٢) أسد الغابة ت (٥٤٥٥) ، الاستيعاب ت (٢٦٥٦).
(٣) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (٥٢٥٥) ، والاستيعاب ترجمة رقم ٢٦٥٦) ، سيرة ابن هشام في ذكرى قدوم جعفر بن الحبشة : ٢ / ٣٦٦ ، وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري ، ٣٨٢ ، ومعجم البلدان لياقوت (ميسان) ، والمعرب للجواليقي : ١٤٥ ، اللسان (جذا). والأول في جمهرة أنساب العرب لابن حزم : ١٥٨ ، واللسان (حنتم) ، والثاني في اللسان (صنج).