فيكون لولده نافع صحبة ، فإنّ بني كنانة كانوا بالقرب من مكّة ، ولم يبق بالحجاز أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع.
٨٦٨٤ ـ نافع بن غيلان بن سلمة الثقفيّ (١).
تقدم نسبه في ترجمة أبيه. ذكره أبو عمر في الصّحابة. وقال ابن عساكر : لا أدري له صحبة أو لا ، وذكر أنه استشهد بدومة الجندل.
قلت : وكانت في سنة ثلاث عشرة ، ومقتضى ذلك أنه كان في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالغا. وقد تقدّم أنه لم يبق من قريش وثقيف بعد حجة الوداع أحد إلا أسلم وشهدها ، فهو صحابيّ ، وأبوه مشهور في الصّحابة.
وأخرج ابن أبي الدّنيا ، من طريق يعقوب بن داود الثقفيّ ، قال : استشهد نافع بن غيلان بن سلمة الثقفيّ مع خالد بن الوليد بدومة الجندل ، فقال أبوه ـ وجزع عليه :
ما بال عيني لا تغمّض ساعة |
|
إلّا اعترتني عبرة تغشاني |
يا نافعا من للفوارس أحجمت |
|
عن شدّة مذكورة وطعان |
لو أستطيع جعلت منّي نافعا |
|
بين اللهاة وبين عقد لساني(٢) |
[الكامل]
قال : فعوتب على كثرة بكائه ، فقال : دعوني فسينفد دمعي. فقيل له بعد ذلك : أين دموعك يا غيلان؟ فقال : كل شيء يبلى.
وهكذا أخرجها الزّبير بن بكّار ، من طريق عبد الله من مصعب الزبيريّ ، عن أبيه ، وزاد : بلي نافع ، وبليت الدموع ، واللحاق به قريب.
٨٦٨٥ ـ نافع بن كيسان الثّقفيّ (٣).
قال ابن سعد : روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وسكن دمشق.
وأخرج أبو نعيم في الصّحابة من طريق صدقة ، عن سليمان بن داود ، عن أيوب بن نافع بن كيسان ، عن أبيه ـ أنه سمع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقول : «ستشرب أمّتي
__________________
(١) الاستيعاب ت (٢٦٣٠) ، أسد الغابة ت (٥١٩٠).
(٢) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (٥١٩٠) ، الاستيعاب ترجمة رقم (٢٦٣٠).
(٣) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٠٣ ، الاستيعاب ت (٢٦٣١) ، الجرح والتعديل ٨ / ٤٥٧ ، أسد الغابة ت (٥١٩١) ، التاريخ الكبير ٨ / ٨٤.