قال أبو عمر : روي عن ابن عبّاس أنه كان ممن نزل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الطّائف ، وأمه سميّة مولاة الحارث.
قال ابن سعد : ادّعاه الحارث ، واعترف أنه ولده فثبت نسبه منه ، وهو أول من اقتنى الخيل بالبصرة ، وهو أحد الشهود على المغيرة ، وكان سأل عمر بن الخطاب أن يقطعه قطيعة بالبصرة ، فكتب إلى يأبى موسى أن يقطعه عشرة أجربة ليس فيها حقّ لمسلم ولا لمعاهد ، ففعل.
وأخرج ابن أبي شيبة ، من طريق محمد بن عبيد الله الثقفيّ : قال أتى رجل من ثقيف يقال له نافع أبو عبد الله عمر ، وكان أول من اقتنى إبلا بالبصرة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ قبلنا أرضا ليست من أرض الخراج ، ولا تضرّ بأحد ، فأقطعنيها أتخذها فضاء لخيلي. قال : فكتب عمر إلى أبي موسى إن كان كما قال فأعطها إيّاه.
وذكر ابن سعد في ترجمته حديثا سأذكره بعد في أواخر من اسمه نافع.
٨٦٧٤ ـ نافع بن زيد الحميريّ.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة ، وأخرج من طريق زكريا بن يحيى الحميريّ ، عن إياس بن عمرو الحميريّ ـ أن نافع بن زيد الحميريّ قدم وافدا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في نفر من حمير ، فقالوا : أتيناك لنتفقّه في الدين ، ونسأل عن أول هذا الأمر ، قال : «كان الله ليس شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ، ثمّ خلق القلم ، فقال : اكتب ما هو كائن ، ثمّ [١٠٣] خلق السّماوات والأرض وما فيهنّ واستوى على عرشه». فيه عدة مجاهيل.
٨٦٧٥ ـ نافع بن سليمان العبديّ (١).
يقال : إنه رأى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وحفظ عنه وهو صغير. روى حديثه إسحاق بن راهويه في مسندة ، وقال : أخبرني سليمان بن نافع العبديّ بحلب ، قال : قال لي أبي : وفد المنذر بن ساوى من البحرين ومعه أناس وأنا غلام أعقل أمسك جمالهم ، فذهبوا بسلاحهم فسلّموا على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووضع المنذر سلاحه ، ولبس ثيابا كانت معه ، ومسح لحيته بدهن ، فأتى نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا مع الجمال انظر إلى نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال المنذر : قال لي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رأيت منك ما لم أر من أصحابك؟» فقلت : أشيء جبلت عليه أو أحدثته؟ قال : لا ، بل
__________________
(١) أسد الغابة ت (٥١٧٩).