عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جاءني جبريل ، وقال : إنّ الله أرسلني إليك». كذا ذكره ابن مندة من طريق محمد بن أبي حميد ، عن ابن المنكدر ، عنه ، ثم قال : رواه محمد بن إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شمّاس.
وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحديث من رواية إسماعيل ، فكيف يترجم لمحمد بن إسماعيل؟ ويحتمل أن يكون مراد ابن مندة أنه انقلب على محمد بن أبي حميد ، وأنّ الصّواب إسماعيل بن محمد ، فيكون الحديث من رواية محمد بن ثابت بن قيس.
وقد تقدّم ذكره فيمن له رؤية ، وعلى التقديرين فلا صحبة لمحمّد بن إسماعيل.
٨٥٢٣ ـ محمد بن الأشعث بن قيس الكنديّ (١).
تقدم نسبه في ترجمة والده ، وذكر ابن مندة أنه ولد في عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقال الزّبير بن بكّار ، عن محمّد بن الحسين بن زبالة : كان المحمدون الذين يكنون أبا القاسم أربعة : محمّد بن علي بن أبي طالب ، ومحمّد بن طلحة ، ومحمّد بن سعد ، ومحمد بن الأشعث.
قال أبو نعيم : لا يصح لمحمد بن الأشعث صحبة.
قلت : ولا رؤية ، لأن أمّه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر ، وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر لما قدم بعد أن ارتدّ ، وأتى به من اليمن إلى المدينة أسيرا ، فمنّ عليه أبو بكر ، فتزوج أخت أبي بكر الصّديق في قصة مشهورة.
ولمحمد رواية في السّنن عن عائشة. وروى عنه الشّعبي وغيره.
قال خليفة بن خياط : أمّه أم فروة بنت أبي قحافة. قتل سنة سبع وستين بالكوفة أيام المختار ، وكذا قال ابن سعد ، وزاد : وكان يكنى أبا القاسم ، لكن سمّى أمّه قريبة ، وتكنى أم فروة ، وسيأتي ذكرها في النّساء إن شاء الله تعالى ، وكأن شبهة ابن مندة ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ـ أنّ محمّد بن الأشعث أخبره أنّ عمة له يهوديّة
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٦٥ ، الكنى والأسماء ٢ / ٨٤ ، نسب قريش ٤٤ ، الأخبار الموفقيات ١٩٥ ، تاريخ خليفة ٢٦٤ ، طبقات خليفة ١٤٦ ، التاريخ الكبير ١ / ٢٢ ، الأخبار الطوال ٢٢٣ ، و ٢٣٦ ، المعارف ٤٠١ ، فتوح البلدان ٢٢٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٢٠ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٠٦ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٣ ، مروج الذهب ١٨٩٢ ، البيان والتبيين ٤ / ٧١ ، تاريخ الطبري ١٠ / ٣٩٣ ، العقد الفريد ١ / ٦٨ ، المحبر ٢٤٤ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٨ ، الكامل في التاريخ ١٣ / ٣١٣ ، الكاشف ٣ / ٢٠ ، نثر الدر ٣ / ١٠ ، شرح نهج البلاغة ١٧ / ٩٤ ، التذكرة الحمدونية ١ / ٤٠٦ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٦٤ ، تقريب التهذيب ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢٢١.