بذلك العدد الهائل ولأنه أخبرهم قبل الخروج إلى الحج بأنها حجة الوداع فكان واجباً عليه أن يسمعهم تلك الوصايا.
أما إذا أخذنا بالقول الثاني : وهو نزول الآية يوم غدير خم بعد تنصيب الإمام علي خليفة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين ، فإن المعنى يستقيم ويكون مطابقاً ، لأن الخلافة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهمّ الأمور ولا يمكن أن يترك الله عباده سدى ولا ينبغي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يذهب دون استخلاف ويترك أمته هملا بدون راع وهو الذي ما كان يغادر المدينة إلا ويستخلف عليها أحداً من أصحابه فكيف نصدق بانه التحق بالرفيق الأعلى وما فكر في الخلافة؟؟؟
وإذا كان الملحدون في عصرنا يؤمنون بهذه القاعدة ويسرعون إلى تعيين خلف للرئيس حتى قبل موته ليسوس أمور الناس ولا يتركونهم يوماً واحداً بدون رئيس!
فلا يمكن أن يكون الدين الإسلامي وهو أكمل الأديان وأتمها والذي ختم الله به كل الشرائع أن يهمل أمراً مهمّاً كهذا.
وقد عرفنا في ما تقدم بأن عائشة وابن عمر وقبلهما ابو بكر وعمر أدركوا كلهم بأنه لا بد من تعيين الخليفة وإلا لكانت فتنة ، كما أدرك ذلك من جاء بعدهم من الخلفاء فكلهم عيّنوا من بعدهم فكيف تغيب هذه الحكمة على الله وعلى رسوله؟؟؟
فالقول بأن الله سبحانه أوحى إلى رسوله في الآية الأولى «آية البلاغ» وهو راجع من حجة الوداع بأن ينصّب علياً خليفة له بقوله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) أي يا محمد إن لم تبلغ ما أمرتك به بأن علياً هو ولي المؤمنين بعدك فكأنك لم تكمل مهمتك التي بعثت بها ، إذ إن إكمال الدين بالإمامة أمر ضروري لكل العقلاء.