الطريفة ، ففكر قليلاً ثمّ قال : «يا جماعة أنا عندي رأي في هذه المسألة» فقلنا جميعاً : تفضل هات ما عندك! قال :
إن ما يقوله أخونا التيجاني على لسان الشيعة هو الحق الصحيح ، ويجب علينا الاعتقاد بعصمة الرسول المطلقة ، وإلا داخلنا الشك في القرآن نفسه!
قالوا : ولم ذلك؟ أجاب على الفور :
هل وجدتم أي سورة من سور القرآن تحتها إمضاء الله تعالى؟؟
ويقصد بالإمضاء : الختم الذي يختم به العقود والرسائل للدلالة على هوية صاحبها وأنها صادرة عنه. وضحك الجميع لهذه النكتة الطريفة ، ولكنها ذات معنى عميق ، فأي إنسان غير متعصّب يتمعّن بعقله ستصدمه هذه الحقيقة ألا وهي : الاعتقاد بأن القرآن كلام الله هو الاعتقاد بعصمة مبلّغه المطلقة بدون تجزئه لأنه لا يمكن لأحد أن يدعي بأنه سمع الله يتكلم ولا يدعي أحد بأنه رأى جبرائيل عند ما ينزل بالوحي.
والخلاصة أن قول الشيعة في العصمة قول سديد يطمئن إليه القلب ويقطع وساوس النفس والشيطان ، ويقطع الطريق على كل المشاغبين وخصوصاً أعداء الدين من اليهود والنصارى والملحدين الذين يبحثون عن ثغرات ينفذون منها لنسف معتقداتنا وديننا ، والطعن في نبينا ، فتراهم كثيراً ما يحتجون علينا بما أورده صحيح البخاري ومسلم من أفعال وأقوال تنسب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو منها بريء (١).
__________________
الشابي الشاعر المعروف والخضر حسين الذي ترأس الأزهر الشريف والكثير من علماء تونس مولودون في هذه المنطقة.
(١) أخرج البخاري في صحيحه ج ٣ ص ١٥٢ في باب شهادة الأعمى من كتاب الشهادات قال : حدثنا ابن عبيد بن ميمون أخبرنا عيسى ... عن عائشة قالت : سمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رجلاً يقرأ في المسجد فقال : رحمهالله لقد أذكرني كذا وكذا أية اسقطتهن من سورة كذا وكذا ...