أسأت فأحسن ، فإن الحسنات يذهبن السّيّئات» (١).
أورده المستغفريّ في ترجمة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابيّ رئيس بني عامر في الجاهلية ، وهو خطأ صريح ، فإن عامر بن الطفيل مات كافرا ، وقصته معروفة ، وكان قدومه على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو ابن ثمانين سنة فقال له : «أبايعك على أنّ (٢) أعنّة الخيل» ، فامتنع.
والحديث الّذي أورده إن صحّ فهو آخر ، وأظنّه الأسلميّ الّذي روى البغويّ والطبري في ترجمة عامر بن مالك ملاعب الأسنة ، من طريق عبد الله بن بريدة الأسلميّ ، قال : حدثني عمي عامر بن الطفيل عن عامر بن مالك ، فذكر حديثا سيأتي في ترجمة عامر بن مالك.
٤٤١٦ ـ عامر بن أبي عامر الأشعريّ (٣) :
ذكره ابن سعد في تسمية من نزل الشام من الصحابة ، وذكره يعقوب بن سفيان وابن السكن والباوردي ، وابن زبر في الصحابة. وقال ابن البراء : سئل عنه علي بن المديني فقال : إن لم يكن أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم فلم يسمع من أبيه ، لأن أبا عامر قتل في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكذا قال الطبري.
قلت : وهذا مبني على أن أباه عامر عمّ أبي موسى الأشعري ، وقد جزم أبو أحمد الحاكم في الكنى بأنه غيره ، فترجم لأبي عامر الأشعري عمّ أبي موسى.
وقال ابن سعد والبغويّ والطبريّ : عامر بن أبي عامر الأشعري قد صحب النبي صلىاللهعليهوسلم وغزا معه ، وروى يحيى بن سليم عن أبي خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن عامر الأشعري أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال للمرأة التي سألته عن زوجها : «لو كان أجذم يسيل منخراه دما فمصصت ذلك لم تقضي حقّه».
وروى الطبرانيّ والحاكم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال : قدم أبو موسى الأشعريّ ، فدعا النبي صلىاللهعليهوسلم لأكبر أهل السفينة وأصغرهم.
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٩٥ ، ٣٢٣ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ١٢٩ ، ١٦٠ ، والطبراني في الكبير ٨ / ٢٧٣ وكنز العمال حديث رقم ٤٣٤٤٧.
(٢) في أ : على أن لي ، وبياض في باقي النسخ.
(٣) أسد الغابة ت ٢٧٠٦ ، الثقات ٣ / ٢٩١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٨٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٨٨ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٢٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧٢ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٥٠ ـ الطبقات الكبرى ٨ / ٣٤٦ ، تهذيب الكمال ٤ / ١٤٤ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٣ ، الكاشف ٢ / ٥٦.