وروى الزّبير بن بكّار ، من طريق يحيى بن كعب مولى سعيد بن العاص ، عن أبيه ـ أنّ معاوية حجّ فطاف ومعه جنده ، فزحموا السّائب بن صيفي فسقط فوقف عليه معاوية وقال : ارفعوا الشيخ ، فقام فقال : هي يا معاوية؟ أجئتنا بأوباش الشام يصرعوننا حول البيت؟ أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك. فقال له معاوية : ليتك فعلت ، فجاءت بمثل أبي السّائب ـ يعني عبد الله بن السائب.
وقد خالف الزبير بن بكّار ما دلّت عليه هذه القصّة ، فذكر أن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرا ، فيحتمل أن يكون السّائب بن صيفي عنده غير السائب بن أبي السائب.
٣٠٧٣ ـ السائب بن عبد الله المخزوميّ (١) : قيل : هو ابن صيفي ، وقيل غيره.
روى أحمد من طريق إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن السّائب بن عبد الله ، قال : جيء بي إلى النّبي صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكّة ، فجعل عثمان وغيره يثنون عليّ ، فقال لهم : لا تعلموني به ، كان صاحبي في الجاهليّة ... الحديث.
وهذا لعله الماضي ، فإنه هو الّذي كان شريكا ، وسأذكر قصّة الشريك في ترجمة قيس بن السائب إن شاء الله.
وروى الطّبرانيّ ، من طريق يحيى بن عبيد ، عن أبيه ، عن السائب بن عبد الله ، قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم بين الرّكن اليماني والحجر الأسود يقول : «اللهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النّار».
وقيل : الصواب في هذا عن يحيى بن عبيد ، عن أبيه عن عبد الله بن السّائب. فالله أعلم.
٣٠٧٤ ـ السائب بن عبيد (٢) : بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي ، جد الإمام الشّافعي رضياللهعنه.
ذكر الخطيب في ترجمة الشّافعي بغير إسناد أن السائب أسلم يوم بدر : وكان صاحب راية بني هاشم مع المشركين ، فأسر ففدى نفسه وأسلم.
وروى الحاكم في مناقب الشافعيّ ، من طريق إياس بن معاوية ، عن أنس بن مالك ،
__________________
(١) أسد الغابة ت ١٩١٣ ، الثقات ٣ / ١٧٣ ، ٤ / ٣٢٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٠٥ ـ تقريب التهذيب ١ / ٢٨٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٢٠ ، ٣ / ٤٤٨ ، تهذيب الكمال ١ / ٤٦٤ ، خلاصة تذهيب ١ / ٣٦٤ ، الكاشف ١ / ٢٤٦ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٠٣٧ ، التحفة اللطيفة ١١٤ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٧٨ ، العقد الثمين ٤ / ٥٠٢ ، ٤٩٩ ، طبقات الحفاظ ٣٥ ، الوافي بالوفيات ١٥ / ١٣٨ ، ١٤٧ ، التاريخ الكبير ٤ / ١٥١ ، تنقيح المقال ٤٥٨٩ ، تبصير المنتبه ٣ / ٨٨٧.
(٢) أسد الغابة ت ١٩١٥ ، الاستيعاب ت ٨٩٩ ، الأعلمي ١٩ / ٩٦ ، العقد الثمين ٤ / ٥٠٤.