فخرّ ميتا بين يديه. وقد أخبر الله عن حال هؤلاء في سورة الفيل. وبحسب الوعد المذكور لا يدخل الأعور الدجال مكة ويرجع خائبا ، كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
البشارة العاشرة : في الباب الخامس والستين من كتاب أشعيا هكذا : «١ طلبني الذين لم يسألوني قبل ، ووجدني الذين لم يطلبوني. قلت ها أنا ذا إلى الأمة الذين لم يدعوا باسمي ٢ بسط يدي طول النهار إلى شعب غير مؤمن الذي يسلك بطريق غير صالح وراء أفكارهم ٣ الشعب الذي يغضبني أمام وجهي دائما ، الذين يذبحون في البساتين ويذبحون على اللبن ٤ الذين يسكنون في القبور في مساجد الأوثان يرقدون ، الذين يأكلون لحم الخنزير والمرق المنجس في آنيتهم ٥ الذين يقولون أبعد عني لا تقرب مني لأنك نجس ، هؤلاء يكونون دخانا في رجزي نارا متقدة طول النهار ٦ ها مكتوب قدامي لا أسكت ، بل أردّ وأكافئ جزاء في حضنهم». فالمراد بالذين لم يسألوني والذين لم يطلبوني ، العرب. لأنهم كانوا غير واقفين على ذات الله وصفاته وشرائعه ، فما كانوا سائلين عن الله وطالبين له ، كما قال الله تعالى في سورة آل عمران : (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [آل عمران : ١٦٤]. ولا يجوز أن يراد بهم اليونانيون ، كما عرفت في البشارة الثانية. والوصف المذكور في الآية الثانية والثالثة يصدق على كل واحد من اليهود والنصارى ، والأوصاف المذكورة في الآية الرابعة ألصق بحال النصارى ، كما أن الوصف المذكور في الخامسة ألصق بحال اليهود ، فردّهم الباري واختار الأمة المحمدية.
البشارة الحادية عشر : في الباب الثاني من كتاب دانيال في حال الرؤيا التي رآها بختنصر ملك بابل ونسي ، ثم بين دانيال عليهالسلام بحسب الوحي ، تلك الرؤيا وتفسيرها : «٣١ فكنت أنت الملك ترى وإذ تمثال واحد جسيم ، وكان التمثال عظيما ورفيع القامة واقفا قبالك ومنظره مخوفا ٣٢ رأس هذا التمثال هو من ذهب إبريز ، والصدر والذراعان من فضة ، والبطن والفخذان من نحاس ٣٣ والساقان من حديد ، والقدمان قسم منهما من حديد وقسم منها من خزف ٣٤ فكنت ترى هكذا حتى انقطع حجر من جبل لا بيدين ، وضرب التمثال في قدميه من حديد ومن خزف فسحقهما ٣٥ فانسحق حينئذ مع الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب ، وصارت كغبار البيدر في الصيف ، فذرتها الريح ولم يوجد لها مكان والحجر الذي قد ضرب التمثال صار جبلا عظيما وملأ الأرض بأسرها ٣٦ فهذا هو الحلم ، وتنبئ أيضا قدامك يا أيها الملك بتفسيره ٣٧ أنت هو ملك الملوك ، وإله السماء أعطاك الملك والقوة والسلطان والمجد ٣٨ وجميع ما يسكن فيه بنو الناس ووحوش الحقل ، وأعطى بيدك طير