١٨٤٤ هذا : «منتهى اخوته جميعهم سكن». وفي الترجمة العربية المطبوعة سنة ١٨١١ هكذا : «أقام بحضرة جميع اخوته». والمراد بالاخوة هاهنا بنو عيسو وإسحاق وغيرهم من أبناء إبراهيم عليهالسلام. وفي الآية الرابعة عشر من الباب العشرين من سفر العدد هكذا : «ثم أرسل موسى رسلا من قادس إلى ملك الروم قائلا : هكذا يقول أخوك إسرائيل أنك قد علمت كل البلاء الذي أصابنا». وفي الباب الثاني من سفر الاستثناء هكذا : «٢ وقال لي الرب ٤ ثم أوصى الشعب أنكم ستجوزون في تخوم اخوتكم بني عيسو الذي في ساعير وسيخشونكم ٨ فلما جزنا اخوتنا بني عيسو الذين يسكنون ساعير إلخ». والمراد باخوة بني إسرائيل بنو عيسو. ولا شك أن استعمال لفظ اخوة بني إسرائيل في بعض منهم ، كما جاء في بعض المواضع من التوراة ، استعمال مجازي ولا تترك الحقيقة ، ولا يصار إلى المجاز ما لم يمنع عن الحمل على المعنى الحقيقي مانع قوي ويوشع وعيسى عليهماالسلام كانا من بني إسرائيل ، فلا تصدق هذه البشارة عليهما.
الوجه الرابع : انه وقع في هذه البشارة لفظ (سوف أقيم) ويوشع عليهالسلام كان حاضرا عند موسى عليهالسلام داخلا في بني إسرائيل نبيّا في هذا الوقت. فكيف يصدق عليه هذا اللفظ؟
الوجه الخامس : انه وقع في هذه البشارة لفظ (اجعل كلامي في فمه) وهو إشارة إلى أن ذلك النبيّ ينزل عليه الكتاب ، وإلى أنه يكون أميا حافظا للكلام. وهذا لا يصدق على يوشع عليهالسلام لانتفاء كلا الأمرين فيه.
الوجه السادس : انه وقع في هذه البشارة (ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به فأنا أكون المنتقم من ذلك) فهذا الأمر ، لما ذكر لتعظيم هذا النبيّ المبشّر به ، فلا بدّ أن يمتاز ذلك المبشر به بهذا الأمر عن غيره من الأنبياء. فلا يجوز أن يراد بالانتقام من المنكر العذاب الأخروي الكائن في جهنم أو المحن والعقوبات الدنيوية التي تلحق المنكرين من الغيب ، لأن هذا الانتقام لا يختص بإنكار نبيّ دون نبيّ بل يعم الجميع. فحينئذ يراد بالانتقام الانتقام التشريعي. فظهر منه أن هذا النبيّ يكون مأمورا من جانب الله بالانتقام من منكره. فلا يصدق على عيسى عليهالسلام ، وأن شريعته خالية عن أحكام الحدود والقصاص والتعزير والجهاد.
الوجه السابع : في الباب الثالث من كتاب الأعمال في الترجمة العربية المطبوع سنة ١٨٤٤ هكذا : «١٩ فتوبوا وارجعوا كي تمحى خطاياكم ٢٠ حتى إذا تأتي أزمنة الراحة من قدام وجه الرب ويرسل المنادى به لكم وهو يسوع المسيح ٢١ الذي إياه ينبغي للسماء أن تقبله إلى الزمان الذي يسترد فيه كل شيء ، تكلم به الله على أفواه أنبيائه القديسين منذ الدهر ٢٢ إن