في إطفاء نور دينه وطمس آثار مذهبه. فهل يكون ذلك إلّا بعون إلهي وتأييد سماوي؟ ولنعم ما قال غمالائيل معلم اليهود لهم في حق الحواريين : «يا أيها الرجال الإسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس فيما أنتم مزمعون أن تفعلوا ٣٦ لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلا عن نفسه أنه شيء الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمائة الذي قتل ، وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء ٣٧ بعد هذا قام يهودا الجليلي في أيام الاكتتاب وأزاغ وراء شعبا غفيرا. فذاك أيضا هلك ، وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا ٣٨ والآن أقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه إن كان هذا الرأي وهذا العمل من الناس فسوف ينتقض ٣٩ وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه ، لئلا توجدوا محاربين لله أيضا». كما هو مصرّح به في الباب الخامس من كتاب الأعمال. والآية السابعة من الزبور الأول هكذا : «لأن الرب يعرف طريق الصديقين وطريق المنافقين تهلك». والآية السادسة من الزبور الخامس هكذا : «وتهلك كل الذين يتكلمون بالكذب. الرجل السافك الدماء والغاش يرذله الرب» والآية السادسة عشر من الزبور الرابع والثلاثين هكذا : «وجه الرب على الذين يعملون المساوئ ليبيد من الأرض ذكرهم». وفي الزبور السابع والثلاثين هكذا : «١٧ لأن سواعد الخطاة تنكر ، والرب يعضد الصدّيقين ٢٠ الخطاة فيهلكون وأعداء الرب جميعا إذ يمجدون ويرتفعون يبيدون ، وكالدخان يفنون». فلو لم يكن محمد صلىاللهعليهوسلم من الصدّيقين لأهلك الرب طريقه ورذله وأباد ذكره من الأرض وكسر سواعده وأفناه كالدخان ، لكنه لم يفعل شيئا منها. فكان محمد صلىاللهعليهوسلم من الصدّيقين. ولعمري أن علماء پروتستنت في تكذيب الدين المحمدي محاربون لله. لكن الوقت قريب فسوف يعلمون : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧] ولا يقدرون على نقضه البتة ، كما وعد الله : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) ـ أي دين الإسلام ـ (بِأَفْواهِهِمْ) ـ أي بأقوالهم الباطلة ـ (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) ـ أي مبلغه وغايته ـ (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) [الصف : ٨] أي اليهود والنصارى والمشركون. ولنعم ما قيل :
ألا قل لمن ظلّ لي حاسدا |
|
أتدري على من أسأت الأدب |
أسأت على الله في فعله |
|
لأنك لم ترض لي ما وهب |
المسلك الخامس : انه ظهر في وقت كان الناس محتاجين إلى من يهديهم إلى الطريق المستقيم ويدعوهم إلى الدين القويم ، لأن العرب كانوا على عبادة الأوثان ووأد البنات ، والفرس على اعتقاد الإلهين ووطء الأمهات والبنات ، والترك على تخريب البلاد وتعذيب العباد ، والهند على عبادة البقر والسجود للشجر والحجر ، واليهود على الجحود ودين التشبيه وترويج الأكاذيب المفتريات ، والنصارى على القول بالتثليث وعبادة الصليب وصور القديسين