يعطى (١) ويزاد (٢) ، ومن لم يكن له ، فانّه (٣) مهما كان له ، يؤخذ (٤) منه أيضا ؛ لذلك أكلّمهم بالامثال ، لأنّهم يبصرون الحقّ ، فيعمون أبصارهم ، ويسمعون ثم لا يعقلون ولا يفقهون ؛ فأمّا أنتم فطوبى لاعينكم التى ترى وآذانكم التى تسمع. ومثل هذا فى القرآن ، قال الله عزوجل : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) (٥) يعنى بهذا : أنّ من سمع القرآن ولم يعقل الامثال التى ضربت فيه (٦) ، فهو بهذه المنزلة.
(٦) وفى بشرى مارقوس : أنّ المسيح ضرب للحواريّين مثلا ، ثم قال لهم أنتم أعطيتم أن تعلموا سرّ ملكوت السّماء (٧) ، فأما الغرباء ، فانّهم يكلّمون بالامثال ، لكيما إذا رأوا لم يروا ، وإذا سمعوا لم يسمعوا ولم يفهموا ، لعلهم يرجعون ، فتغفر لهم خطاياهم ، أما يحسنون هذا (٨) المثل فكيف إذا تعلّموا جميع الامثال. ويقول فيه أيضا بعد مثل (٩) ضربه لهم ، ثم قال : بمثل (١٠) هذه الامثال جعل يكلّمهم يسوع (١٢) ، ولم يكن يكلمهم بغير أمثال (١١) ، وكان يفسر لتلاميذه جميع الأشياء بينه وبينهم. ومن (١٣) الامثال التى (١٤) ضربها وفسرّها لهم ، قال :
إنّ الزّراع خرج ليزرع ، فلمّا زرع ، منه ما سقط فى جادّة الطّريق ، فجاءه الطّير فلقطه ؛ ومنه ما سقط على الصّخر حيث لم يكن طين كثير ، فنبت من ساعته ، لانّه لم يكن له قعر (١٥) فى الأرض ، فلما طلعت عليه الشمس ،
__________________
(١) ـ يعطى : يعطاBC ـ (٢) يزاد : يردادBC ـ (٣) فانه : فان ABC (٤) له يؤخذ : لم يؤخذB (٥) ـ لهم اعين لا يبصرون بها : ـ AB (٦) ـ فيه : ـ B (٧) ـ ملكوت السماء : الملكوت BC ـ (٨) ـ هذا : فهذاB (٩) ـ مثل : مثلاC (١٠) بمثل : بمل C (١١) ـ جعل ... امثال : ـ B (١٢) يسوع : ايشوع ABC (١٣) ـ من : فى A (١٤) التى : ـ A (١٥) ـ قعر : اصل A