(٥) ويجب أن ينظر (١) فى شأن هذه الكتب المنزّلة وأخبار الأنبياء (ع) التى ادّعى الملحد أنّها مستحيلة ، وأنّ فيها تناقضا ؛ فان كان من تنسب إليه هذه الاخبار صادقا عاقلا مميزا عند أهل زمانه ، فالامر فيه على ما ذكرنا. وإن كان من تنسب إليه هذه (٢) الكتب وتسند إليه هذه الاخبار كذوبا مجنونا معتوها عند أهل زمانه لا يعقل ما يقول ، جاز أن يحكم فيها بالتّناقض والكذب ، على (٣) حسب ما ادّعى الملحد ؛ لأنّه لا يجوز أن يورد العاقل المميز الكامل كلاما متناقضا وقولا مستحيلا يخالف بعضه بعضا ، ولا يجوز أن يكون عاقل مميز (٤) يشهد لغيره بالصّدق والنّبوّة ، ويزعم أنّه على منهاجه وأنّه يريد أن يشيّد بنيانه ، ثم ينقض كلامه ويهدم بنيانه ، مثل ما ادّعاه الملحد من تناقض كلام الأنبياء والخلاف من بعضهم على بعض وهدم بعضهم (٥) بنيان بعض. فان كان (٦) الائمّة الذين أخذت عنهم هذه الكتب ورويت عنهم هذه الاخبار ، مثل : موسى وعيسى ومحمّد (ع) معروفين بالجهل والغباوة والحمق والجنون ، فالقول فيه ما قال الملحد ـ ونعوذ بالله أن يكون كذلك ـ بل ، الائمّة الذين (٧) يقتدى بهم أصحاب الشّرائع ، مثل موسى وعيسى ومحمّد وغيرهم من الأنبياء (ع) كانوا مشهورين بالكمال والعقل والتّمييز والسّياسة والجمع لكلّ خلق محمود ؛ وكيف لا يكون كذلك مع سياستهم للأنام وجمعهم إيّاهم على شرائعهم ؛ وكما اتفقت الامم التى شاهدت محمدا (٨) (ص) أنّهم (٩) وجدوه تاما فى عقله وحلمه وأناته وتدبيره ، وسياسته للخاصّ والعامّ ، وكماله فى جميع الخصال التى يحتاج إليها
__________________
(١) ـ ينظر : ننظرAB (٢) ـ هذه+ هذه C (٣) ـ على : على ماB (٤) ـ عاقل مميز : عاقلا مميزاAC ـ (٥) ـ هدم بعضهم : هدم بعض A (٦) فان كان : فإن كانت B (٧) ـ الذين : التى C (٨) ـ محمدا : محمدC (٩) انهم : ننهم A