بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا). فهذا معنى الحديث ؛ ولكنّ الملحد خفى عليه معناه ، لقلّة معرفته بلغة العرب ؛ فقدّر (١) أنّ (٢) المراد (٣) بالمراء (٤) والجدل هو النّظر والانصاف ، واحتجّ بما لا حجّة له فيه.
(٣) وأمّا احتجاجه بالحديث : «لا تتفكّروا (٥) فى الله وتفكّروا فى خلقه» فهو أيضا خبر صحيح ؛ ولكن ليس هو ممّا ينهى (٦) عن النّظر ؛ انّما نهينا عن (٧) أن ننظر (٨) فى كيفيّة الخالق (٩) ، وأن نقدّر أنّا نبلغ (١٠) الغاية فيه. وأمرنا (١١) أن نعلم (١٢) ، أنّ أحدا من الخلائق لا يبلغ (١٣) نعته ، وأنّ الحواسّ لا تحيط به (١٤) ، وأنّ الاوهام والصّفات تقصر عنه (١٥). فنهينا عن (١٦) أن ننظر فى كيفيّته ، وأمرنا أن ننظر فى خلقه ، ونعتبر به ، ونعرف إلهيتّه وربوبيّته وتوحيده بخلقه ، ونستدلّ عليه بصنعه ؛ فانّ فى ما خلق من سماواته وأرضه وما بينهما من عجائب الصّنع ، ما يدل على إنّيّته (١٧) ووحدانيّته ؛ وفى ذلك عبرة للمعتبرين ، ودليل للمتفكّرين. وبهذا أمر جلّ ذكره فى القرآن العظيم ، فقال : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ
__________________
(١) ـ فقدر : فقدC (٢) ان : بان BC ـ (٣) ـ المراد : ـ A (٤) بالمراء : المراءRC (٥) ـ لا تتفكروا : لا يتفكرون C (٦) ـ ينهى : ينفى A (٧) ـ عن : ـ ABC (٨) ننظر : ينظرBC ـ (٩) الخالق : + تع ذكره BC ـ (١٠) انا نبلغ : ان نبلغ A (١١) امرنا : ـ ABC ـ هكذا اصلحنا الجملة لاضطرابها بين معنى النهى وادوات النفى (١٢) ـ نعلم : لا نعلم ABC (١٣) لا يبلغ : لا يبلغون ABC (١٤) ـ به : ـ A (١٥) عنه : ـ A (١٦) عن : ـ ABC (١٧) ـ انيته : ابنيته A