الفصل الثانى
عود الى البحث والنظر
(١) وأمّا ما ذكر فى باب البحث والنظر ، فإنّ أهل الشّرائع
كافة ، لا يدفعون ذلك ؛ ولا توجب الشرائع ترك البحث والنّظر.
وإن كان قوم من ضعفاء أهل
الملل يدفعون لضعفهم ، ويخفى عليهم وجه الصّواب فيه ، فليس ذلك بحجّة للملحد على كافّة أهل الشّرائع. وتحقيق ذلك فى
القرآن العظيم ، قال الله أصدق القائلين :
(فَبَشِّرْ عِبادِ
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ
هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ
هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ). وأمر النّبيّ أن يدعو اليهود الى النّظر ، فقال : (تَعالَوْا إِلى
كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا
نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ