استطاروا (١) وغضبوا وهدروا دم من يطالبهم بذلك ، ونهوا عن النّظر ، وحرّضوا (٢) على قتل مخالفيهم. فمن أجل ذلك ، اندفن الحقّ أشدّ اندفان ، وانكتم أشدّ انكتام.
(٣) وقال (٣) الملحد : وإنّما أتوا فى هذا (٤) الباب من طول الألف لمذهبهم ، ومرّ (٥) الأيام والعادة ، واغترارهم بلحى التّيوس المتصدّرين (٦) فى المجالس يمزقون حلوقهم بالأكاذيب والخرافات وحدّثنا فلان عن فلان بالزّور والبهتان وبرواياتهم الأخبار المتناقضة ؛ من ذلك (٧) : آثار توجب خلق القرآن وأخرى تنفى ذلك ، وأخبار فى تقديم على وأخرى فى تقديم غيره ، وآثار تنفى القدر وأخرى تنفى الاجبار ، وآثار فى التّشبيه ؛ ذكرها الملحد وكرهنا تطويل الكتاب بها.
(٤) وقال الملحد : إنّما غرّهم طول لحىّ التّيوس ؛ وبياض ثياب المجتمعين حولهم : الضّعفاء (٨) من الرّجال والنّساء والصّبيان ، وطول المدّة ؛ حتّى صار طبعا وعادة.
هذا كلام الملحد واحتجاجه فى هذا الباب.
جوابه
(٥) أمّا (٩) قوله : «إنّ أهل الشّرائع أخذوا الدّين عن رؤسائهم بالتّقليد
__________________
(١) ـ استطاروا : استطادوA (٢) ـ حرضوا : حرصواC (٣) ـ وقال : قال BC (٤) هذا : هذه A (٥) ـ مر : من C (٦) ـ المتصدرين : ـ A (٧) ـ ذلك : ذلك A ، عن ذلك C (٨) ـ الضعفاء : الضعف C (٩) ـ اما : واماAB