اختراعا؟ وهل يجوز أن يكون نهاية العلم والتّعلّم فى ذلك إلّا إلى (١) معلم سماوىّ من عند الله عزوجل خالق هذه الأشياء التى قد أحاط بها علمه ولا يخفى عليه منها (٢) خافية ، وأنّه هو الّذي علّم أهل الأرض بوحى منه إلى أنبيائه (ع) وهو الّذي وقّفهم (٣) على هذا الحساب؟ وأن (٤) هذه الأصول التى قد انتظم أمرها واتّسق ، لو لم يكن من واحد لاختلفت وتناقضت؟ فانّ كلّ أمر يجتمع عليه نفر ، من الأمور التى هى أرضيّة ويشاهدونها ويباشرونها ، يختلفون (٥) فيها ؛ فكيف بأسباب سماويّة على ما قد فسّرنا وعلى انتظام الأمر فيها؟ هيهات هيهات!! إنّ من أنكر أنّ هذا (٦) أصله من الأنبياء بوحى من الله إله السّماء ، وادّعى أنّه استخراج (٧) بالفطن والطّبائع ، قد اشتدّ عماه وعظم جهله وعزب عقله : والّذي قاله (٨) الملحد وادّعاه بعمى قلبه : إن ذلك (٩) استخراج بالأرصاد ومن الأصول الموسومة مثل المجسطي وأقليدس وبطلميوس والكتب المعروفة عند أهلها ، وإنّ منه ما يكون معرفته (١٠) بالطّبع ، فقد تقدّم (١١) فى هذا الباب صدر من هذا الكلام.
(٣) ونقول أيضا (١٢) لو اجتمعت أمم من النّاس من أهل العقول الكاملة والفهم والتّمييز والعدالة ، ومن لا يرتاب بأصالة رأيه ولطافة طبعه وصحّة قريحته ممن لم يتقدّم له معرفة بشأن النّجوم ولم ينظر فى هذه الرّسوم التى وضعت على هذا الحساب ، ثم نظروا بآرائهم ودبّروا بعقولهم (١٣) وقاسوا بأفهامهم وأفنوا أعمارهم واجتهدوا أن يلحقوا من حساب النّجوم حرفا
__________________
(١) ـ الى : ـ C (٢) ـ منها : ـ A (٣) ـ وقفهم : وفقهم B (٤) وان : ـ C (٥) ـ يختلفون : ويختلفون A (٦) ـ ان هذا : هذا ان AB ، هذاC (٧) ـ استخراج : استخرج C (٨) ـ والّذي قاله : واما قول C (٩) ـ ذلك : ـ A (١٠) ـ معرفته : معرفةA (١١) تقدم : مضى C (١٢) ـ ونقول أيضا : انه C (١٣) ـ بعقولهم : فى عقولهم B