أخذ المعول من يدى ، فضرب به ضربة (١) ، فلمعت برقة تحت المعول ، ثم ضرب أخرى (٢) ، فلمعت برقة (٣) ، ثمّ ضرب (٤) الثالثة ، فلمعت برقة. فقلت : يا رسول الله ما هذا الّذي رأيت يلمع تحت المعول؟ قال (ص) : رأيت ذلك يا سلمان؟ قلت : نعم. قال : أمّا الأولى فانّى رأيت فيها فتح اليمن ، والثانية فتح الشام ، والثّالثة فتح المشرق. وقد رويت عنه (٥) فى هذا أخبار كثيرة قد (٦) صحت بعده.
(٩) فان قال قائل من الملحدين : إنّ الحديد إذا ضرب به الحجر فعل هذا الفعل ، قلنا : لا ننكر (٧) ذلك ولكنّا أردنا أن نذكر ما قاله (ص) من أمر الفتوح التى كانت بعده (٨) ، فبشّر بذلك كما أراه الله عزوجل ، ثم ظهر صدقه بعد ذلك (٩). ومثل هذا كثير تركنا ذكره ، من الأخبار التى ظهر صدقه فيها بعد وفاته (١٠) (ص) وصحّت ، ولم يبطل شيء منها كما بطلت دعاوى الكذّابين المتنبّئين الذين ظهروا فى العرب مثل مسيلمة الكذّاب بن حبيب المتنبّي باليمامة ، وطليحة بن خويلد المتنبّى (١١) فى أرض بنى أسد ، والأسود العنسى (١٢) ، المتنبّى بصنعاء وسجاح بنت الحارث اليربوعيّة التى تنبّت فى بنى تميم فتبعتها عامتهم وأطاعوها ، حتى قال فيها بعض شعرائهم :
أمست (١٣) نبيتنا أنثى نطيف بها |
|
وأصبحت أنبياء النّاس ذكرانا |
ثم صارت إلى اليمامة وتزوّجها مسيلمة الكذّاب ، وهؤلاء كلهم كان لهم أتباع ونهض معهم قوم آمنوا بهم وأطاعوهم (١٤) ونصروهم وكانوا يسجعون ويعدون النّاس. وربما سجعوا وتكهّنوا وأصابوا بكهانتهم فيفتتن (١٥) بهم الناس
__________________
(١) ـ ضربة : ـ A (٢) اخرى : آخرC (٣) ـ برقة : ـ A (٤) ضرب : ضربت A (٥) ـ عنه : ـ B (٦) قد : ـ AC ـ (٧) ـ ننكر : تنكرB (٨) ـ بعده : ـ A (٩) بعد ذلك : ـ C (١٠) ـ ومثل ... وفاته : ـ AC ـ (١١) ـ باليمامة ... المتنبى : ـ A (١٢) ـ العنسى : العنس A (١٣) ـ امست : اصبحت ABC (١٤) ـ اطاعوهم : اطاعوهاA (١٥) ـ فيفتتن : فيفتن A