فهلكا فى طريقهما وجاءت بنو عامر فأسلمت.
ومن ذلك أنّه بعث نفرا من أصحابه إلى إضم وفيهم محلّم بن جثّامة ، فمرّ عليهم فى طريقهم عامر بن الأضبط (٤) الأشجعى فسلم (١) عليهم ، فأمسكوا عن أذاه (٢) ، فقام إليه محلّم بن جثّامة (٣) ، فقتله لأمر كان بينهما وأخذ بعيره ومتاعه فلما انصرفوا أخبروا به رسول الله (ص) فرفع يديه وقال : «اللهم لا تغفر لمحلّم بن جثّامة!» فما لبث إلّا قليلا حتى مات فدفنوه ، فلفظته الأرض ، ثم أعادوه ، فلفظته الأرض ، حتى فعلوا ذلك ثلاث مرّات ثم واروه (٥) بالحجارة. فقال (ص) : «إنّ الأرض لتنطوى على من (٦) هو شرّ (٧) منه ولكن الله عزوجل أراد أن يعظكم به.»
ومن ذلك دعاؤه على المستهزئين ، وهم نفر من قريش كانوا يؤذونه ويستهزءون به وبالقرآن ، وهم لهب بن أبى لهب والأسود بن عبد يغوث والوليد بن المغيرة والأسود بن المطلب والعاص بن وائل (٨) السّهمى والحارث (٩) بن الطّلاطلة ، كانوا يجتمعون (١٠) فيستهزءون (١١). فأوحى الله إليه أن سلنى (١٢) فيهم ؛ فوقف حتى مرّ عليه لهب بن أبى لهب ، فقال : «اللهم سلّط عليه كلبا من كلابك» ؛ فأكله الأسد. ومرّ عليه الوليد بن المغيرة (١٣) ، وفى رجله جرح ، فأومى (ص) إلى رجله ، فانتقض جرحه حتى قتله. ومرّ عليه الأسود بن عبد يغوث فأومى إلى بطنه ودعا عليه ، فسقى ومات. ومرّ عليه الأسود بن المطّلب فرماه بورقة فى وجهه وقال : «اللهم اعم بصره وأثكله ولده» ففعل الله ذلك به. ومر عليه العاص بن وائل السّهمى فأشار إلى رجله (١٤) ودعا عليه ، فدخلت الشّوكة
__________________
(١) ـ فسلم : فمرA (٢) أذاه : اذاهاB (٣) ـ جثامه : حتامه ABC (٤) الاضبط : الاضبع C (٥) ـ واروه بالحجارة : ـ C (٦) بالحجارة ... على من : ـ B (٧) شر : اشرC (٨) ـ وائل : الوائل A (٩) الحارث : الحرث BC ـ (١٠) يجتمعون : مجتمعون B (١١) فيستهزءون : ـ B (١٢) ـ سلنى : تسألنى : A ، سلمنى B (١٣) ـ المغيرة : مغيرة.AB (١٤) ـ رجله : رجليه B