قلت : فأشر إلى المكان الّذي نحن فيه.
قال : هذا الّذي نحن فيه ، لا يدفعه أحد.
قلت : قولك ان أشرت إلى (١) الأرض ، قلنا هذه أرض ولها أقطار ؛ وان أشرت الى الهواء ، قلنا هذا هواء وله أقطار ؛ وان أشرت الى السّماء قلنا هذه سماء ، ولها أقطار.
قال : هذه كلّها متمكّنة فى المكان ، والمكان ليس له جرم يشار إليه ، انّما يعرف بالوهم.
قلت : وكذلك الأقطار التى تحيط بالمكان ، ليس لها جرم يشار إليه ، إنّما تدرك (٢) بالوهم ؛ كما يدرك المكان بالوهم (٣). فان ارتفعت الأقطار عن الوهم ارتفع المكان. فاذا لا مكان ولا أقطار ، وسبيلهما فى الوقوع تحت الوهم سبيل واحد. وهذه المسألة مثل (٤) ما جرى فى باب الزّمان.
قال : أجل لعمرى ، والّذي أقوله أيضا فى باب المكان هو قول أفلاطن (٥) ؛ والّذي تشبّثت (٦) به أنت ، هو قول أرسطاطاليس. وأنا ، قد (٧) وضعت فى المكان والزّمان كتابا ؛ فان أردت الشفاء فى هذا الباب ، فانظر فى ذلك الكتاب.
قلت : لست أدرى ما فى ذلك (٨) الكتاب ، ولا ما قاله أفلاطن (٩) وأرسطاطاليس فهات على (١٠) ما تدّعيه برهانا ، ولا تحلنى (١١) على كتاب.
قال : هو ما قد قلت لك. ـ ثم سكت.
__________________
(١) ـ الى : ـ A (٢) ـ تدرك : يدرك B (٣) ـ كما ... بالوهم : ـ B (٤) ـ مثل : مثال AB (٥) ـ افلاطن : افلاطون B (٦) تشبثت : ثثبت A (٧) ـ قد : فقدAC ـ (٨) ـ ذلك : ـ A (٩) ـ افلاطن : افلاطون B (١٠) ـ على : ـ C (١١) ـ تحلنى : تحيلنى BC ـ