(فكذلك سبيل (١) المسيح (ع) لم يقتلوه (٢) يقينا أى لم يقتلوه على الحقيقة ، لأنّه شهيد رفعه الله إليه ، وهو حىّ (٣) عنده ، محبور مسرور.)
(٩) ومثل (٤) ذلك فى الإنجيل (٥) فى بشرى يوحنّا : أنّ المسيح مات بالجسد وهو حىّ بالروح (٦) ، فتفكّروا بأنّ الّذي مات بالجسد استراح من الخطايا. وفى بشرى لوقا : أقول لكم يا أوليائى لا تخافوا الّذين يقتلون الجسد ولا يقدرون على غير ذلك. أخبركم ممّن (٧) تخافون (٨) من الّذي يقتل الجسد وهو مسلّط أن يقذفه فى نار جهنّم ، أقول لكم يقينا انّى أصير إلى ملكوت السّماء ، وهذا جسدى يبذل للموت (٩) فى سبيلكم ، فلذلك فاصنعوا كل ما اجتمعتم لذكرى. وفى بشرى منى : ما سمعتم بآذانكم فنادوا به فوق الطّوايا ولا تخشوا الّذين يقتلون الجسد ولا يقدرون على قتل النّفس واخشوا من يقدر أن يهلك (١٠) النّفس ويطرح الجسد فى النّار.
(١٠) فهذا ما فى الإنجيل ؛ وهو موافق لما فى القرآن فى هذا المعنى. وقد قال المسيح (ع) إنّه يبذل جسده للموت ويصير إلى ملكوت الله. وقال : يقتلون الجسد ولا يقدرون (١١) على قتل النّفس. وقد وافق (١٢) هذا القول ما قال الله عزوجل (١٣) فى القرآن : (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ.) وقال جلّ ذكره (١٤) فى آية أخرى مخاطبة للمسيح (ع) : (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ (١٥)). وقال فى آية أخرى حكاية (١٦) عن المسيح (ع) : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ). فقال : وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. ثم قال : فلمّا توفّيتنى كنت أنت الرّقيب عليهم وأنت على
__________________
(١) ـ سبيل ... اى : ـ A (٢) لم يقتلوه : يقتلوه : C (٣) ـ هو حي : موحى B (٤) ـ ومثل : مثل B (٥) فى الإنجيل : ـ A (٦) بالروح : بروح B (٧) ـ ممن : مماB (٨) تخافون : يخافون C (٩) ـ للموت : لموت A ، لموت C (١٠) ـ يهلك : يملك C (١١) لا يقدرون : يقدروB (١٢) ـ وافق : واقف B (١٣) عزوجل : ـ A (١٤) ـ جل ذكره : ـ A (١٥) ـ متوفيك : توفيك A (١٦) ـ حكاية : حكايته B