الرّأس واللّحية ، وما ذكر عن رواة الحديث وأعلام الأمّة ونسبهم إلى الجهل وذكرهم بالقبيح لروايتهم الأخبار التى ادعّى عليها التّناقض ، والتى تدلّ على التّشبيه ، مثل ما روى عن النّبيّ (ص) أنّه قال «رأيت ربّى فى أحسن صورة ووضع يده بين (١) كتفى حتّى وجدت برد أنامله بين ثندوتّى» وما (٢) فى القرآن من الآيات التى ظاهر ألفاظها يدلّ على التشبيه ، مثل قوله عزوجل : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) ، وقوله : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) ، وقوله (٣) : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) ، وقول رسول الله (ص) : «جانب العرش على منكب اسرافيل وانّه ليئط أطيط الرّحل الجديد». هذا الى غير ذلك ، ممّا أورده الملحد فى كتابه وشنّع (٤) به وذكر أنّه تناقض وخرافات.
(٧) ولعمرى لو كان ما رسمه الأنبياء (ع) فى شرائعهم وما نطقت به كتبهم ، من عند غير الله ، وكان ظاهرا لا معانى له ولا تأويل ، لكان الامر على ما ادّعاه الملحد ؛ فقد قال الله (٥) عزوجل : (فَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) ، يعنى : أنّ من تدبّره ، وجد فيه الأمثال المختلفة الألفاظ ، ولو كان من عند غير الله ولم يكن مبنيّا (٧) على الحكمة كما قلنا إنّ من (٨) تحتها معانى غامضة تؤلف بينها ، لوجدوا فى ظاهره (٩) اختلافا كثيرا. فلما كان (١٠) من عند الله وكان سبيله ما قلنا ، زال عنه طعن الملحدين ودعاويهم أنّه
__________________
(١) ـ بين : + يدى A (٢) ـ ما : ـ A (٣) ـ ويحمل ... وقوله : ـ A (٤) ـ شنع : تشنع A (٥) ـ الله : ـ A (٦) ـ كثيرا : ـ A (٧) ـ مبنيا : بيناA (٨) من : ـ C (٩) ـ ظاهره : ـ C (١٠) كان : ن A