بهذه النصوص أراد الله ورسوله وأهل
البيت أن يعلموا الناس لزوم الحيطة والحذر في النقل وضرورة التثبت في نسبة الأقوال
وعدم التسرع في نقل كلّ ما سمعوه.
وعليه فنحن لايمكننا القبول بصحة جميع
تلك النسخ ، كما لا يمكننا نفي جميعها بضرس قاطع ، بدعوى وجود تنقيط الإعراب فيه
وهو متأخر ، أو وجود الزخرفة وأشياء حادثة فيه ، وما شابه ذلك.
إذ لا خلاف في تأخّر تنقيط الاعراب
وأنّه من وضع أبي الأسود الدؤلي (ت ٦٧ هـ وقيل ٦٩ هـ)
وإن كان روي في كتاب ابن أبي داوود عن هارون بن موسى أنّه قال : أوّل من نقّط
المصاحف : يحيى بن يعمر (ت قبل ٩٠ هـ)
، وقال آخرون نصر بن عاصم الليثي (ت٩٠ هـ)
وعبد الرحمن بن هرمز (ت١١٧)
ويعنون به تنقيط الإعجام وأنّه كان بعد تنقيط الإعراب.
وبنظري أنّ تنقيط الإعجام كان قبل تنقيط
الإعراب إذ كيف يمكن أن تعرب الكلمة في حين لايعلم الحرف هل هو مهمل او معجم ولو
كان معجما فهل النقطة هي في الأعلى أم في الأسفل (بشراً أو نشراً).
__________________