ويحصل على ما يريد
منهم من الدنيا ، وقد عمل حيلة لتوصيل الحسين بن القاسم إلى الوزارة بطلب من أبي
القاسم بن الزنجي ، وقد حدّث ابن الزنجي عن هذا الامر فقال :
إن رجلاً بمدينة السلام يُعرَف
بالدانيالي ، كان يلزمني ويبيت عندي ويخرج إليّ بسرّه ويحدّثني أنّه يظهر كتباً
ينسبها إلى دانيال بخط قديم ، ويودع تلك الكتب أسماء قوم من أرباب الدولة على حروف
مقطّعة إذا جمُعت فُهمت ... إلى أن يقول : فلم أزل أطالبه حتّى أعلمني أنّه لايستوي
على ما يريد حتى لا يُشكّ في قدمه وعتقه في أقل من عشرين يوماً ، وأنّه يحتاج أن
يجعله في التبن أياماً ثمّ يجعله في الخُفّ ويمشي فيه أيّاماً ، وأنّه يصفر ويعتق
...
فلمّا بلغ المبلغ الذي قدر ، صار إليَّ
وهو معه وأرانيه ، فوقفت على الفصل ، ورأيت دفتراً لولا ما عرفته من الأصل لحَلفتُ
على أنّه قديم لا شك فيه ... .
وعليه فظاهرة اختلاق النسخ وتزويرها
وتعتيقها لا يمكن إنكارها ، وقد كانت متفشّية آنذاك ، وقد زُوِّرت رسائل كثيرة ـ
على مرّ التاريخ ـ على لسان هذا أو ذاك ، وخُتمت بمهور لايعلم عنها صاحبها ، منها
الرسالة المختومة بختم عثمان إلى والي مصر والتي أدّت إلى مقتله
وأمثاله ، ونحن قد اكتفينا ـ في هذه الدراسة ـ بتقديم
__________________