نقبل ما يقوله البعض
بأنّ هذا هو قرآن عثمان وقرآن زيد دون غيرهما من الصحابة كابن مسعود والإمام عليّ
بن أبي طالب ، أو ما يقوله الآخر هذا قرآن السنة وذاك قرآن الشيعة ، فهذا كلام
باطل ، إذ أجمع الصحابة على قرآنية هذا القرآن مند عهد رسول الله إلى يومنا هذا
وهو يقرأ به اليوم ابن الشيخ وعثيمين والسيد الخوئي والسيد الخميني ، وقبل كل ذلك
أنّ رسول الله كان يقرأ بآياته وسوره ، كما أنّ أصحابه وأهل بيته كانوا يقرؤون به
ويحتجون به في مباحثهم ، وقد جرت السيرة على الأخذ به واعتماده في كل العصور
والبلدان رغم كل الصعاب.
فهو ليس ما جمعه عثمان وزيد كما يقولون
، بل إن الاخيرينِ قرّرا وتبنّيا ما تواترت عليه الأمة. وبنظرنا هو نفس المصحف
الذي كان يُقرأ به رسول الله الناسَ على مكث ، وهو نفس القرآن الذي كان يَقرأ به
الناس على عهده صلىاللهعليهوآله
في صلاتهم ، في ليلهم ونهارهم ـ بشئ من الاختلاف في القراءة ـ لا غير.
وعليه ، فإن قيل إنّ مصحف عثمان هو غير
القرآن المتواتر عند المسلمين على عهد رسول الله ، فحينئذ لا يمكن الاعتماد عليه
ولا حجية له عندنا ولا عند غيرنا من المسلمين ، لأنّه مجموع ومرتب بيد غير معصوم
بعد ثلاثة عقود من وفاة رسول الله وبشاهدين غيرمعصومين وغير معتمدين.
أمّا لوقيل بأنّ مصحف عثمان هو المجموع
على عهده صلىاللهعليهوآله
وترتيبه والمأخوذ من فمه صلىاللهعليهوآله
، فيقال حينئذ لماذا لا يعدّونه للنبي صلىاللهعليهوآله
ويجعلونه لعثمان؟
بل لماذا يؤكّدون على لزوم التعبد
بالرسم العثماني ، وما يعني هذا الكلام من