بالنبي صلىاللهعليهوآله ، ولعدم شيوع ظاهرة الاختلاف في القراءات آنذاك ، وقد قلنا بأنّه يوجد في بعض الأخبار ما يشير إلى أنّه عليهالسلام قدّمه لهم لكنهم ردوه بدعوى أنّ عندهم مثلَه (١).
وقيل إنّه قدّم المصحف المجرد لعثمان متأخراً لما رأى اشتداد الخلاف بين الصحابة عن طريق حُذَيفة كي يعتمده ، رافعاً من خلال عمله هذا الاختلاف الحادث بينهم بسبب منهجية الشيخين في جمع القرآن ، وهذا الكلام قريب إلى ما قاله السيد ابن طاووس حسبما سيأتي كلامه لاحقاً.
إذن الإمام لا ينكر قرآنية القرآن ، لكن الكلام في الطريقة والمنهجية التي جمعوا القرآن على ضوءه ، فجاء في كتاب سُلَيم :
إنّ طلحة بن عبيد الله سأل الإمام عليّاً عليهالسلام بقوله : فأخبرني عما كتبه عمر وعثمان ، أقرآنٌ كلّه أم فيه ما ليس بقرآن؟
قال عليهالسلام : بل هو قرآن كلّه ، إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة ، فإنّ فيه حجّتَنا وبيان أمرنا وحقّنا ، وفرض طاعتنا ، فقال طلحة : أمّا إذا كان قرآناً فحسبي ... (٢)
__________________
(١) ففي المناقب ١ : ٣٢٠ في المسابقة بالعلم : أنّه آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلّا للصلاة حتى يؤلّف القرآن ويجمعه. فانقطع عنهم مدّةً إلى أن جمعه ، ثمّ خرج إليهم به في إزار يحمله وهم مجتمعون في المسجد .... فقام إليه الثاني فقال له : إن يكن عندك قرآن فعندنا مثله ، فلا حاجة لنا فيكما! فحمل عليهالسلام الكتاب وعاد بعد أن ألزمهم الحُجّة ، وعنه في بحار الأنوار ٤٠ : ١٥٥.
(٢) كتاب سليم : ٢١٢.