من أسباب رد مصحف
الإمام
نعم ، إنّ الحكّام الخلفاء تركوا الأخذ
بالمصحف المفسّر ، لأنهم كانوا يخافون من تعرّف الآخرين على أسماء المنافقين منهم
، والوقوف على أحقّية أهل البيت ، من خلال ما جمعه الإمام علي عليهالسلام من إملاءات رسول
الله صلىاللهعليهوآله
في يوميات الدعوة الاسلامية .
لذلك كانوا لا يريدون أن يستجيبوا لشرط
الإمام بأن يكون هو عليهالسلام
مع القرآن يفسّره لهم ويحكم وفقه ، في حين أنّ الإمام اشترط عليهم ذلك لاعتقاده
بأنّ الكتاب والعترة لا يفترقان .
وبهذا فقد عرفت بأنّ المصحف المُفسَّرُ
هو غير المصحف المُجرَّد في ترتيبه وإضافاته ، وإنّ الإمام عليهالسلام قدّم المفسَّر للقوم
ـ دون المجرَّد ـ مع علمه بعدم استجابتهم للأَخذ به ، وذلك لصعوبة ما جاء فيه من
حقائق تحرج الآخرين ، ولوجود علوم خاصّة بالإمام لا يمكنهم فهمها كما هي إلّا
بواسطته ، لأنها من ودائع النبوّة ، لكنه قدّمها لهم إتماماً للحجّة عليهم ليس
إلّا.
أمّا المصحف المجرّد عن التفسير ، فبقي
عنده لفترة من الزمن ولم يقدمه للشيخين ، ذلك لأُنس الصحابة بالقرآن وقراءتهم
لسوره ، ولقرب عهدهم
__________________