قال : ولما بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار بعث إلى أهل البصرة واحدا وأعطى زيد بن حيلة آخر ، فهم يتوارثونه إلى اليوم. كذا قال يعقوب بن شيبة.
وله قصّة مع معاوية يقول فيها : وإن خلفنا لجيادا جيادا ، وأدرعا شدادا ، وألسنا شدادا.
وذكر الجاحظ في البيان أنه وفد هو والأحنف ، وهلال بن وكيع على عمر ، فقال كلّ منهم كلاما يحضّ عمر على إرفاده إلا الأحنف فإنه حضه على الإحسان إلى جميع أهل المصر. قال الجاحظ : يرويه بشار بن عبد الحميد عن أبي ريحانة.
وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ عن العلاء بن الفضل ، قال : مر عمرو بن الأهتم على الأحنف بن قيس ، وزيد بن حيلة ، وحارثة بن بدر ، فسلم فردّوا عليه ، فوقف متفكرا فقالوا : مالك؟ قال : ما في الأرض أنجب من آبائكم ، كيف جاءوا بأمثالكم من أمثال أمهاتكم ، فضحكوا من ذلك.
وذكر ابن عساكر أنه وفد على معاوية فجرى بينهما كلام طويل فيه ما يدل على أنه كان مع علي بصفّين.
٣٠٠٤ ـ زيد بن صوحان : بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان العبديّ أبو سليمان ، ويقال أبو عائشة ، أخو صعصعة وسيحان.
قال ابن الكلبيّ في تسمية من شهد الجمل مع عليّ : وزيد بن صوحان أدرك النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وصحبه.
وتعقبه أبو عمر ، فقال : لا أعلم له صحبة ، وإنما أدرك ، وكان فاضلا ديّنا سيّدا في قومه. انتهى.
وقد حكى الرّشاطيّ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبديّ ما يؤيد ذلك.
وروى أبو يعلى ، وابن مندة ، من طريق حسين بن رماحس ، عن عبد الرّحمن بن مسعود العبديّ ، قال : سمعت عليّا يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سرّه أنّ ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنّة فلينظر إلى زيد بن صوحان» (١).
وروى ابن مندة ، من طريق الجريريّ ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : ساق
__________________
(١) أخرجه ابن عساكر في التاريخ ٦ / ١٣.