أهله ، فقال : صحابيّ معروف ، ذكر ذلك في أواخر المحلى في باب من سبّ الله ورسوله ، واعتمد على ما رواه من طريق محمد بن عبد الملك بن أيمن ، عن حبيب البخاريّ صاحب أبي ثور ، عن محمد بن سهل : سمعت علي بن المديني يقول ... فذكر قصة له مع المأمون فيمن سبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذكر فيها حديث رجل من بلقين ، قال عليّ : بهذا يعرف هذا الرجل ، وهو اسمه ، وقد وفد على النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبايعه.
قلت : محمد بن سهل ما عرفته ، وفي طبقته محمد بن سهل العطار رماه الدارقطنيّ بالوضع وقال : ناقض ابن حزم ، فذكر في الجهاد حديث عبد الله بن شقيق ، عن رجل من بلقين ، قال : قلت : يا رسول الله ، هل أحد أحق بشيء من المقيم من أحد. قال : «لا» ... الحديث.
قال ابن حزم : هذا عن رجل مجهول لا ندري أصدق في دعواه الصّحبة أم لا؟
٢٧٦٨ ـ رجّال : بتشديد الجيم ، وضبطه عبد الغنيّ بالمهملة قال الأمين : الأكثر على أنه بالجيم ، ابن عنفوة ـ بنون وفاء ـ الحنفيّ.
ذكره ابن أبي حاتم ، فقال : قدم على النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في وفد بني حنيفة ، وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا ، سمعت أبي يقول ذلك.
قلت : لكنه ارتد وقتل على الكفر ، فروى سيف بن عمر في الفتوح ، عن مخلد بن قيس البجلي ، قال : خرج فرات بن حيّان ، والرّجال بن عنفوة ، وأبو هريرة من عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «لضرس أحدهم في النّار أعظم من أحد ، وإنّ معه لقفا غادر» (١). فبلغهم ذلك إلى أن بلغ أبا هريرة وفراتا قتل الرجال فخرّا ساجدين.
وروى الواقديّ عن رافع بن خديج ، قال : كان في الرّجال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيء عجيب ، فخرج علينا يوما والرّجال معنا جالس ، فقال : أحد هؤلاء النفر في النّار ، قال رافع : فنظرت فإذا هم أبو هريرة ، وأبو أروى ، والطّفيل بن عمرو ، والرّجال ، فجعلت انظر وأتعجب ، فلما ارتدّت بنو حنيفة سألت ما فعل الرّجال؟ فقالوا : افتتن وشهد لمسيلمة أنّ رسول الله أشركه في الأمر ، فقلت : ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الحق قالوا : وكان الرّجال يقول كبشان انتطحا فأحبّهما إلينا كبشنا ـ يعني مسيلمة ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين ٧ / ١٨١.