قال : أذهب والله أسلم ، فحتّى متى؟ قلت : وما جئت إلا لأسلم ، فقدمنا جميعا ، فتقدم خالد فأسلم وبايع ، ثم دنوت فبايعت ثم انصرفت ، ثم شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة ، فلما استشهد الأمير الثّالث أخذ الراية فانحاز بالنّاس ، وخطب النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأعلم الناس بذلك كما ثبت في الصّحيح.
وشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فتح مكّة ، فأبلى فيها ، وجرى ، له مع بني خزيمة ما جرى ، ثم شهد حنينا والطائف في هدم العزّى.
وله رواية عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في الصّحيحين وغيرهما ، روى عنه ابن عبّاس وجابر ، والمقدام بن معديكرب ، وقيس بن أبي حازم ، وعلقمة بن قيس وآخرون.
وأخرج التّرمذيّ عن أبي هريرة ، قال : نزلنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم منزلا ، فجعل الناس يمرّون ، فيقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من هذا؟ فأقول : فلان ، حتى مرّ خالد فقال : «من هذا»؟ قلت : خالد بن الوليد. فقال : «نعم ، عبد الله ، هذا سيف من سيوف الله» رجاله ثقات.
وأرسله النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى أكيدر دومة فأسره.
ومن طريق أبي إسحاق عن عاصم ، عن أنس ، وعن عمرو بن أبي سلمة ـ أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم بعث خالد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به ، فحقن له دمه ، وصالحه على الجزية ، وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلى في قتالهم بلاء عظيما ، ثم ولّاه حرب فارس والرّوم فأثر فيهم تأثيرا شديدا وفتح دمشق.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق أبي الأسود ، عن عروة ، قال : لما فرغ خالد من اليمامة أمره أبو بكر بالمسير إلى الشام ، فسلك عين التمر فسبى ابنة الجودي من دومة الجندل ، ومضى إلى الشّام ، فهزم عدوّ الله.
واستخلفه أبو بكر على الشّام إلى أن عزله عمر ، فروى البخاريّ في تاريخه من طريق ناشرة بن سمي ، قال : خطب عمر واعتذر من عزل خالد ، فقال أبو عمرو ابن حفص بن المغيرة : عزلت عاملا استعمله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووضعت لما رفعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال : إنّك قريب القرابة حديث السن مغضب لابن عمّك.
وقال ابن أبي الدّنيا : حدّثني أبي ، حدثني عبّاد بن العوّام ، عن سفيان بن حسين ، عن قتادة ، قال : بعث النبيّ صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد إلى العزّى فهدمها.
وقال أبو زرعة الدمشقيّ : حدّثني علي بن عباس (١) ، حدّثنا الوليد ، حدّثني وحشي ،
__________________
(١) في أ : علي بن عياش.