الْبَابِ ـ فَفَتَحَهُ وَلَحِقَتْهُ فَجَذَبَتْ قَمِيصَهُ مِنْ خَلْفِهِ ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْهُ وَأَفْلَتَ يُوسُفُ مِنْهَا فِي ثِيَابِهِ (١).
١٧ ـ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ فَلَمَّا (هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها) قَالَتْ كَمَا أَنْتَ ، قَالَ : وَلِمَ قَالَتْ : حَتَّى أُغَطِّيَ وَجْهَ الصَّنَمِ لَا يَرَانَا ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ ذَلِكَ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ يَرَاهُ ـ فَفَرَّ مِنْهَا هَارِباً (٢).
١٨ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَلَّ سَرَاوِيلَهُ ـ رَأَى مِثَالَ يَعْقُوبَ قَائِماً عَاضّاً عَلَى إِصْبَعِهِ (٣) وَهُوَ يَقُولُ لَهُ : يَا يُوسُفُ
__________________
(١ ـ ٢) البحار ج ٥ : ١٨٥ ـ ١٩١. البرهان ج ٢ : ٢٤٨.
(٣) عضّ على إصبعه : أمسكه بأسنانه. ثمّ لا يخفى أن الرّواية محمولة على التّقيّة بدلالة الخبر الآتي وإلّا ففيها ما يخالف عقائد الإماميّة وإن شئت تفصيل الكلام في ذلك فراجع تنزيه الأنبياء ٦٠ ـ ٦٨. والبحار ج ٥ : ١٩٨ ـ ٢٠٠ ولقد أجاد المحقّق المحدث العارف الفيض (قدّه) في الصّافي في ما أفاده في المقام ولا بأس بذكر كلامه قدسسره الشّريف قال بعد نقل شطر من الرّوايات في الباب ما لفظه : وقد نسبت العامّة خذلهم الله إلى يوسف في هذا المقام أمورا ورووا بها روايات مختلفة لا يليق للمؤمن نقلها فكيف باعتقادها!
ونعم ما قيل : إن الّذين لهم تعلّق بهذه الواقعة هم يوسف والمرأة وزوجها والنّسوة والشّهود وربّ العالمين وإبليس ، وكلّهم قالوا ببراءة يوسف عن الذّنب فلم يبق لمسلم توقف في هذا الباب.
أمّا يوسف فقوله (هي راودتني عن نفسي) وقوله (ربّ السّجن أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه) وأمّا المرأة فلقولها (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) وقالت (الآن حصحص الحقّ أنا راودته عن نفسه) وأمّا زوجها فلقوله (إنّه من كيدكنّ إنّ كيدكنّ عظيم) وأم النّسوة فلقولهن (امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبّا إنّا لنراها في ضلال مبين).
وقولهنّ (حاش لله ما علمنا عليه من سوء) وأمّا الشّهود قوله تعالى (شهد شاهد من أهلها) الآية وأمّا شهادة الله بذلك فقوله عزّ من قائل (كذلك لنصرف عنه السّوء و