نَظَرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ ـ يَطُوفُونَ حَوْلَ الْبَيْتِ انْطَلَقَا فَطَافَا بِالْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ ثُمَّ خَرَجَا يَطْلُبَانِ مَا يَأْكُلَانِ ـ وَذَلِكَ مِنْ يَوْمِهِمَا الَّذِي هُبِطَ بِهِمَا فِيهِ (١).
٢٢ ـ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ إِنَّ اللهَ اخْتَارَ مِنَ الْأَرْضِ جَمِيعاً مَكَّةَ وَاخْتَارَ مِنْ مَكَّةَ بَكَّةَ ، فَأَنْزَلَ فِي بَكَّةَ سُرَادِقاً مِنْ نُورٍ مَحْفُوفاً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، ثُمَّ أَنْزَلَ فِي وَسَطِ السُّرَادِقِ عُمُداً أَرْبَعَةً ، وَجَعَلَ بَيْنَ الْعُمُدِ الْأَرْبَعَةِ لُؤْلُؤَةً بَيْضَاءَ ـ وَكَانَ طُولُهَا سَبْعَةَ أَذْرُعٍ فِي تَرَابِيعِ الْبَيْتِ ، وَجَعَلَ فِيهَا نُوراً مِنْ نُورِ السُّرَادِقِ بِمَنْزِلَةِ الْقَنَادِيلِ ـ وَكَانَتِ الْعُمُدُ أَصْلُهَا فِي الثَّرَى وَالرُّءُوسُ تَحْتَ الْعَرْشِ ، وَكَانَ الرُّبُعُ الْأَوَّلُ مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ ، وَالرُّبُعُ الثَّانِي مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، وَالرُّبُعُ الثَّالِثُ مِنْ لُؤْلُؤٍ أَبْيَضَ ، وَالرُّبُعُ الرَّابِعُ مِنْ نُورٍ سَاطِعٍ ، وَكَانَ الْبَيْتُ يَنْزِلُ فِيمَا بَيْنَهُمْ مُرْتَفِعاً مِنَ الْأَرْضِ ، وَكَانَ نُورُ الْقَنَادِيلِ يَبْلُغُ إِلَى مَوْضِعِ الْحَرَمِ وَكَانَ أَكْبَرُ الْقَنَادِيلِ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ ، فَكَانَ الْقَنَادِيلُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ قِنْدِيلاً فَالرُّكْنُ الْأَسْوَدُ بَابُ الرَّحْمَةِ إِلَى رُكْنِ الشَّامِيِّ فَهُوَ بَابُ الْإِنَابَةِ وَبَابُ الرُّكْنِ الشَّامِيِّ بَابُ التَّوَسُّلِ ، وَبَابُ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ بَابُ التَّوْبَةِ ـ وَهُوَ بَابُ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَشِيعَتِهِمْ إِلَى الْحَجَرِ فَهَذَا الْبَيْتُ حُجَّةُ اللهِ فِي أَرْضِهِ عَلَى خَلْقِهِ ، فَلَمَّا هَبَطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ هَبَطَ عَلَى الصَّفَا ، وَلِذَلِكَ اشْتَقَّ اللهُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِ آدَمَ لِقَوْلِ اللهِ (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ) وَنَزَلَتْ حَوَّاءُ عَلَى
__________________
(١) البحار ج ٥ : ٤٩ ـ ٥٠. البرهان ج ١ : ٨٤ ـ ٨٥. وقال المجلسيّ «ره» في بيانه : التّرعة بالتّاء المثنّاة من فوق والرّاء المهملة : الدّرجة والرّوضة في مكان مرتفع ولعلّ المراد هنا الدّرجة لكون قواعد البيت مرتفعة وفي بعض النّسخ بالنون والزّاي المعجمة أيّ المكان الخالي عن الأشجار والجبال تشبيها بنزعة الرّأس ، وظفائر الأرجوان في أكثر نسخ الحديث بالظاء ، ولعلّه تصحيف الضّاد قال الجزريّ : الضفر : النسج ، والضفائر الذّوائب المضفورة. والضفير : حبل مفتول من شعر انتهى. والأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة وكأنّه معرّب أرغوان. وهبوطه تعالى كناية عن توجّه أمره واهتمامه بصدور ذلك الأمر كما قال تعالى (هل ينظرون إلّا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) والظّلال : ما أظلك من شيء وهاهنا كناية عن كثرة الملائكة واجتماعهم أيّ أهبط أمري مع جمّ غفير من الملائكة واليوم المذكور في آخر الخبر لعلّ المراد به اليوم من أيّام الآخرة كما مرّ وقد سقط فيما عندنا من نسخ العيّاشيّ من أوّل الخبر شيء تركناه كما وجدنا.