سورة الهمزة
وهي مكّيّة بإجماعهم
قال هبة الله المفسّر : وقد قيل : إنها مدنيّة. واختلف المفسّرون هل نزلت في حقّ شخص بعينه ، أم نزلت عامّة؟ على قولين : أحدهما : نزلت في حقّ شخص بعينه.
ثم فيه ستة أقوال (١) : أحدها : الأخنس بن شريق ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال السّدّيّ ، وابن السّائب. والثاني : العاص بن وائل السّهمي ، قاله عروة. والثالث : جميل بن عامر ، قاله ابن أبي نجيح. والرابع : الوليد بن المغيرة ، قاله ابن جريج ، ومقاتل. والخامس : أميّة بن خلف ، قاله ابن إسحاق. والسادس : أبيّ بن خلف ، حكاه الماوردي.
والقول الثاني : أنها نزلت عامّة لا في شخص بعينه ، قاله مجاهد.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩))
قوله عزوجل : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) اختلفوا في الهمزة واللّمزة هل هما [بمعنى واحد ، أم مختلفان؟] على قولين : أحدهما : أنهما مختلفان.
ثم فيهما سبعة أقوال : أحدها : أنّ الهمزة : المغتاب ، واللّمزة : العيّاب ، قاله ابن عباس. والثاني : أنّ الهمزة : الذي يهمز الإنسان في وجهه. واللّمزة : يلمزه إذا أدبر عنه ، قاله الحسن ، وعطاء ، وأبو العالية. والثالث : أنّ الهمزة : الطعّان في الناس ، واللّمزة : الطعّان في أنساب الناس ، قاله مجاهد. والرابع : أنّ الهمزة : بالعين ، واللّمزة : باللسان ، قاله قتادة. والخامس : أنّ الهمزة : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللّمزة : الذي يلمزهم بلسانه ، قاله ابن زيد. والسادس : أنّ الهمزة : الذي يهمز بلسانه ، واللّمزة : الذي يلمز بعينه ، قاله سفيان الثّوري. والسابع : أنّ الهمزة : المغتاب ، واللّمزة : الطّاعن على الإنسان في وجهه ، قاله مقاتل.
__________________
(١) قال الطبري رحمهالله في «تفسيره» ١٢ / ٦٨٨ : والصواب من القول في ذلك ، أن يقال : إن الله عم بالقول كل همزة لمزة ، كل من كان بالصفة التي وصف هذا الموصوف بها.