سورة التّكاثر
وهي مكّيّة بإجماعهم وفي سبب نزولها قولان :
(١٥٦٦) أحدهما : أنّ اليهود قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، فألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلّالا ، فنزلت هذه فيهم ، قاله قتادة.
(١٥٦٧) والثاني : أنّ حيين من قريش : بني عبد مناف ، وبني سهم كان بينهما لحاء ، فقال هؤلاء : نحن أكثر سيّدا ، وأعزّ نفرا. وقال أولئك مثل هذا ، فتعادّوا السّادة والأشراف أيّهم أكثر ، فكثّرهم بنو عبد مناف ، ثم قالوا : نعدّ موتانا ، فزاروا القبور ، فعدّوا موتاهم ، فكثّرهم بنو سهم ، لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية ، فنزلت هذه فيهم قاله ابن السّائب ، ومقاتل.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨))
قوله تعالى : (أَلْهاكُمُ) وقرأ أبو بكر الصّدّيق ، وابن عباس ، والشّعبي ، وأبو العالية ، وابن عمران ، وابن أبي عبلة : «أألهاكم» بهمزتين مقصورتين على الاستفهام. وقرأ معاوية ، وعائشة «آلهاكم» بهمزة واحدة ممدودة استفهاما أيضا. ومعنى ألهاكم : شغلكم عن طاعة الله وعبادته.
وفي المراد بالتّكاثر ثلاثة أقوال : أحدها : التّكاثر بالأموال والأولاد ، قاله الحسن. والثاني : التّفاخر بالقبائل والعشائر ، قاله قتادة. والثالث : التّشاغل بالمعاش والتجارة ، قاله الضّحّاك.
وفي قوله عزوجل : (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) قولان : أحدهما : حتى أدرككم الموت على تلك الحال ، فصرتم في المقابر زوّارا ترجعون منها إلى منازلكم من الجنة أو النار ، كرجوع الزائر إلى منزله. والثاني : حتى زرتم المقابر فعددتم من فيها من موتاكم.
____________________________________
(١٥٦٦) ضعيف. أخرجه الطبري ٣٧٨٦٩ ، ٣٧٨٧٠ عن قتادة ، وليس فيه ذكر اليهود ، والخبر ضعيف لإرساله ، وذكر اليهود يبطل الخبر لأن المصنف نقل الإجماع على أن السورة مكية ، وأخبار يهود مدنية.
(١٥٦٧) عزاه المصنف لابن السائب الكلبي ومقاتل ، وكلاهما ممن يضع الحديث ، فهذا خبر لا شيء.