بكسر الهمزة. فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أمّ رأسه هاوية ، يعني : أنه يهوي في النار على رأسه ، هذا قول عكرمة ، وأبي صالح. والثاني : أنها كلمة عربية ، كان الرجل إذا وقع في أمر شديد قالوا : هوت أمّه ، قاله قتادة. والثالث : أنّ المعنى ، فمسكنه النار. وإنما قيل لمسكنه : أمّه ، لأنّ الأصل السّكون إلى الأمّهات. فالنّار لهذا كالأمّ ، إذ لا مأوى له غيرها ، هذا قول ابن زيد ، والفرّاء ، وابن قتيبة ، والزّجّاج ، ويدل على صحة هذا.
(١٥٦٥) ما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين ، فتقول له : ما فعل فلان؟ فإذا قال : مات ، قالوا : ذهب به إلى أمّه الهاوية ، فبئست الأمّ ، وبئست المربية.
قوله عزوجل : (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) يعني : الهاوية. قرأ حمزة ، ويعقوب «ما هي» بحذف الهاء الأخيرة في الوصل ، وإثباتها في الوقف. وقرأ الباقون بإثباتها في الحالين. قال الزّجّاج : الهاء في «هيه» دخلت في الوقف ، لتبيين فتحة الياء ، فالوقف «هيه» والوصل هي نار. والذي يجب اتّباع المصحف. والهاء فيه ثابتة فيوقف عليها ، ولا توصل ، قوله : (نارٌ حامِيَةٌ) أي : حارّة قد انتهى حرّها.
____________________________________
(١٥٦٥) تفرد ابن مردويه برفعه ، كما في «الدر» ٦ / ٦٥٦ وهو غير حجة فيما ينفرد به. وأخرجه الحاكم ٢ / ٥٣٣ عن الحسن مرسلا ، ومراسيل الحسن واهية. وورد من كلام أبي أيوب موقوفا عليه كما في «الدر» ٦ / ٦٥٦ ، وهو أصح ، والله أعلم. وانظر «تفسير الشوكاني» ٢٨٠٢ بتخريجنا.