سورة المزّمّل
وهي مكّيّة كلّها بإجماعهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إلّا أنه قد روي عن ابن عباس أنه قال : سوى آيتين منها ، قوله عزوجل (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) والتي بعدها (١). وقال ابن يسار ، ومقاتل : فيها آية مدنيّة ، وهي قوله عزوجل : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ) (٢).
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (٥) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (٦) إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (٧) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (١٤) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (١٦) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (١٨))
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) وقرأ أبيّ بن كعب ، وأبو العالية ، وأبو مجلز ، وأبو عمران ، والأعمش «المتزمّل» بإظهار التاء. وقرأ عكرمة ، وابن يعمر : «المزمل» بحذف التاء ، وتخفيف الزاي. قال اللغويون : «المزّمّل» الملتفّ في ثيابه ، وأصله «المتزمّل» فأدغمت التاء في الزاي ، فثقّلت. وكلّ من التفّ بثوبه فقد تزمّل. قال الزّجّاج : وإنما أدغمت فيها لقربها منها.
(١٤٩٣) قال المفسّرون : وكان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يتزمّل في ثيابه في أول ما جاء جبريل فرقا منه حتى أنس به. وقال السّدّيّ : كان قد تزمّل للنّوم. وقال مقاتل : خرج من البيت وقد لبس ثيابه ، فناداه جبريل : يا
____________________________________
(١٤٩٣) صحيح. أخرجه البخاري ٤٩٥٦ ومسلم ١٦٠ والواحدي في «أسباب النزول» ٥ من حديث عائشة مطوّلا ، وتقدّم في «الجزء الأول من هذا الكتاب». وانظر «تفسير الشوكاني» ٢٥٩٨ بتخريجنا.
__________________
(١) المزمل : ١٠ ـ ١١.
(٢) المزمل : ٢٠.