من بين يدي الوحي. والرّصد من الملائكة يدفعون الشياطين عن أن تستمع ما ينزل من الوحي.
قوله عزوجل : (لِيَعْلَمَ) فيه خمسة أقوال (١) : أحدها : ليعلم محمّد صلىاللهعليهوسلم أنّ جبرائيل قد بلّغ إليه ، قاله ابن جبير. والثاني : ليعلم محمّد صلىاللهعليهوسلم أنّ الرسل قبله (قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ) وأنّ الله قد حفظها فدفع عنها ، قاله قتادة. والثالث : ليعلم مكذّبو الرسل أنّ الرسل قد أبلغوا رسالات ربّهم ، قاله مجاهد. والرابع : ليعلم الله عزوجل ذلك موجودا ظاهرا يجب به الثواب ، فهو كقوله عزوجل : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ) (٢) قاله ابن قتيبة. والخامس : ليعلم النبيّ أنّ الرّسل قد أتته ، ولم تصلّ إلى غيره ، ذكره الزّجّاج. وقرأ رويس عن يعقوب «ليعلم» بضمّ الياء على ما لم يسمّ فاعله. وقال ابن قتيبة : ويقرأ «لتعلم» بالتاء ، يريد : لتعلم الجنّ أنّ الرّسل قد بلّغت عن إلههم بما رجوا من استراق السّمع ، قوله : (وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ) أي : علم الله ما عند الرّسل (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) فلم يفته شيء حتى الذّرّ والخردل.
__________________
(١) قال الطبري رحمهالله في «تفسيره» ١٢ / ٢٧٧ : وأولى الأقوال عندنا بالصواب قول من قال : ليعلم الرسول أن الرسل قبله قد أبلغوا رسالات ربهم.
(٢) آل عمران : ١٤٢.