(١٣٩٦) وقد ذهب قوم إلى أنه لمّا نزل في مسلمي أهل الكتاب قوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) إلى قوله عزوجل : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ) (١) افتخروا على المسلمين بزيادة الأجر ، فشقّ ذلك على المسلمين ، فنزلت هاتان الآيتان ، وهذا المعنى في رواية أبي صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل. فعلى هذا يكون الخطاب للمسلمين ، ويكون المعنى : يؤتكم أجرين ليعلم مؤمنو أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله الذي خصّكم به ؛ فإنه فضّلكم على جميع الخلائق. وقال قتادة : لمّا نزل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) الآية ، حسد أهل الكتاب المسلمين ، فأنزل الله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) الآية.
____________________________________
(١٣٩٦) عزاه المصنف لأبي صالح عن ابن عباس ، وهذه رواية ساقطة ، مدارها على الكلبي ، وهو ممن يضع الحديث. وعزاه لمقاتل ، وتقدم أنه يضع الحديث أيضا.
__________________
(١) القصص : ٥٤.