الهدى ، قاله ابن جريج. والسادس : الكتابة والخطّ ، قاله يمان.
والثاني : أنه آدم ، قاله ابن عباس ، وقتادة. فعلى هذا في «البيان» ثلاثة أقوال : أحدها : أسماء كلّ شيء. والثاني : بيان كلّ شيء. والثالث : اللّغات.
والقول الثالث : أنه محمّد صلىاللهعليهوسلم ، علّمه بيان كلّ شيء ما كان وما يكون ، قاله ابن كيسان.
قوله عزوجل : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) أي : بحساب ومنازل ، لا يعدوانها ، قاله ابن عباس وقتادة وأبو مالك ؛ وقد كشفنا هذا المعنى في الأنعام (١). قال الأخفش : أضمر الخبر ، وأظنّه ـ والله أعلم ـ أراد : يجريان بحسبان. قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) في النّجم قولان : أحدهما : أنه كلّ نبت ليس له ساق ، وهو مذهب ابن عباس ، والسّدّيّ ، ومقاتل ، واللّغويين. والثاني : أنه نجم السماء ، والمراد به : جميع النّجوم ، قاله مجاهد. فأمّا الشّجر : فكلّ ماله ساق. قال الفرّاء : سجودهما : أنّهما يستقبلان الشمس إذا أشرقت ، ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء. وقد أشرت في النّحل (٢) إلى معنى سجود ما لا يعقل. قال أبو عبيدة : وإنّما ثنّي فعلهما على لفظهما.
قوله عزوجل : (وَالسَّماءَ رَفَعَها) وإنما فعل ذلك ليحيا الحيوان وتمتدّ الأنفاس بينها وبين الأرض ، وأجرى الرّيح بينها وبين الأرض ، كيما يتروّح الخلق. ولو لا ذلك لماتت الخلائق كربا ..
قوله عزوجل : (وَوَضَعَ الْمِيزانَ) فيه ثلاثة أقوال : أحدهما : أنه العدل ، قاله الأكثرون ، منهم مجاهد والسّدّيّ واللغويون. قال الزّجّاج : وهذا لأنّ المعادلة : موازنة الأشياء. والثاني : أنه الميزان المعروف ، ليتناصف الناس في الحقوق ، قاله الحسن ، وقتادة ، والضّحاك. والثالث : أنه القرآن ، قاله الحسن بن الفضل.
قوله عزوجل : (أَلَّا تَطْغَوْا) ذكر الزّجّاج في «أن» وجهين : أحدهما : أنها بمعنى اللام ؛ والمعنى : لئلّا تطغوا. والثاني : أنها للتفسير ، فتكون «لا» للنّهي ؛ والمعنى أي لا تطغوا ، أي لا تجاوزوا العدل. قوله عزوجل : (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) قال ابن قتيبة ، أي : لا تنقصوا الوزن.
فأمّا الأنام ، ففيهم ثلاثة أقوال : أحدها : أنهم الناس ، رواه عكرمة عن ابن عباس. والثاني : كلّ ذي روح ، رواه العوفيّ عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، والشّعبي ، وقتادة ، والسّدّيّ ، والفرّاء. والثالث : الإنس والجنّ ، قاله الحسن ، والزّجّاج.
قوله عزوجل : (فِيها فاكِهَةٌ) أي : ما يتفكّه به من ألوان الثّمار (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) والأكمام : الأوعية والغلف ؛ وقد استوفينا شرح هذا في حم السّجدة (٣).
قوله عزوجل (وَالْحَبُ) يريد : جميع الحبوب ، كالبر والشّعير وغير ذلك. وقرأ ابن عامر : «والحبّ» بنصب الباء «ذا العصف» بالألف «والرّيحان» بنصب النون. وقرأ حمزة ، والكسائيّ إلّا ابن أبي سريج ، وخلف : «والحبّ ذو العصف والرّيحان» بخفض النون ؛ وقرأ الباقون بضمّ النون.
وفي «العصف» قولان : أحدهما : أنه تبن الزّرع وورقه الذي تعصفه الرّياح ، قاله ابن عباس.
__________________
(١) الأنعام : ٩٦.
(٢) النحل : ٤٩.
(٣) فصلت : ٤٧.