هو جواب إذا الشرطية .. أي إذا حدث هذا ، فاعلم يا أيها الإنسان أنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه
ومعنى الكدح : السعى الشديد ، وقد أكد بقوله تعالى : «كدحا» أي سعيا جادّا متصلا ، لا ينقطع ..
أي أنه إذا حدثت هذه الأحداث ، فتلك هى أشراط الساعة ، وهنا تبدأ مسيرتك إلى المحشر ، أيها الإنسان ، وإلى لقاء ربك ، وذلك على طريق كله أهوال وشدائد ، تشيب لها الولدان ..
قوله تعالى :
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً* وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً)
أي وهناك فى موقف الحساب ، يؤتى كل إنسان كتابه : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً* اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (١٣ ـ ١٤ : الإسراء)
فأما من أوتى كتابه بيمينه ، فهو من أهل السلامة والنجاة. إنه يحاسب حسابا يسيرا ، لا رهق فيه ، لا عسر .. فما هو إلا أن يعرض فى موقف الحساب ، حتى يخلى سبيله. ففترة العرض والانتظار ، هى هذا الحساب اليسير .. ففى الحديث عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من حوسب يوم القيامة عذّب» قالت : فقلت يا رسول الله : أليس قد قال الله : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) فقال : «ليس ذلك الحساب : إنما ذلك العرض .. من نوقش الحساب يوم القيامة عذب»