قوله تعالى :
(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)
هو عودة بالمجرمين من موقفهم هذا فى الحياة الدنيا ، إلى موقف الحساب والجزاء مرة أخرى ، وإنزالهم منازلهم فى جهنم ، حيث تتعالى صر خاتهم ، على حين بنظر إليهم المؤمنون ، ضاحكين منهم ، ساخرين بهم ، كما كانوا هم يسخرون من المؤمنين ويضحكون منهم فى الدنيا ..
وقوله تعالى :
(عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ)
هو بيان للحال التي عليها المؤمنون ، وهم يضحكون من الكفار .. إنهم يضحكون وهم جالسون ، مستريحون على الأرائك ، على حين يتقلب المجرمون على جمر جهنم.
وقوله تعالى : «ينظرون» حال أخرى من أحوال المؤمنين ، وهم يضحكون من الكفار ، حال جلوسهم على الأرائك ، ينظرون ، أي يملئون عيونهم من نعيم الجنة الذي يحفّ بهم ..
وقوله تعالى :
(هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ)
يجوز أن يكون معمولا لقوله تعالى : «ينظرون» أي ينظر المؤمنون وهم على أرائكهم ليروا هل ثوب الكفار ، أي هل جوزوا بما كانوا يفعلون؟ وذلك ليتحقق لهم وعيد الله فى أهل الضلال ، كما تحقق لهم وعده فى أهل الإيمان ..
ويجوز أن يكون هذا كلاما مستأنفا ، يراد به تبكيت الكفار ، وهل جوزوا للجزاء الذي يستحقونه ، أم أن هناك مزيدا من العذاب يريدونه إن كان فوق ما هم فيه مزيد؟ ..