المقربين من ملائكة الرحمن .. إنهم يطالعون صفحاته ، ليروا فيها كيف طاعة المطيعين ، وإحسان المحسنين ، من عباد الله.
وقوله تعالى :
(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ).
وكما قاد كتاب الفجار أصحابه إلى جهنم وعذابها ، فإن كتاب الأبرار قاد أصحابه كذلك ، ولكن إلى الجنة ونعيمها ، وإنهم ليأخذون مجالس نعيمهم فيها على الأرائك ، وهى الأسرة ذات السّتر ، حيث يسرحون بأبصارهم فى هذا النعيم المحيط بهم ، ويتحملون محاسنه ومباهجه ، فيعظم نعيمهم ، وتتضاعف مسراتهم ..
وقوله تعالى :
(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)
أي أن آثار النعيم الذي هم فيه ، تراه ظاهرا على وجوههم المشرقة بنضرة النعيم ورونقه وبشاشته.
وفى التعبير بقوله تعالى : (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ) بدلا من «ترى على وجوههم» ـ إشارة إلى أثر هذا النعيم الواضح على الوجوه ، وأن مجرد النظر إلى هذه الوجوه يفيد علما ومعرفة ، بما يلقى أصحاب هذه الوجوه من ألوان النعيم ..
وقوله تعالى :
(يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ، خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ)