الرّهق والتعب .. (أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) أي أن أصحاب هذه الوجوه المغبرة الكالحة الشاحبة ، هم الكفرة الفجرة ، أي الذين جمعوا بين الكفر بالله ، وبين المبالغة فى الضلال ، والفجور .. فالكفر ظلمات بعضها أشد ظلاما من بعض ، والكفار أصناف ، بعضهم أشد إيغالا فى الكفر والضلال من بعض ، وشتان بين كفر أبى لهب ، وأبى جهل ، وبين كفر غيرهم من حواشى القوم.
والحديث عن الوجوه عوضا عن أصحابها ـ هو ـ كما قلنا فى غير موضع ـ لما فى الوجوه من قدرة على التعبير عما فى النفوس من مشاعر وعواطف .. حيث ينطبع عليها كلّ ما يقع على الإنسان مما يسوء أو يسرّ ..
* * *