بسم الله الرحمن الرّحيم
____________________________________
الآيات : (١ ـ ٥)
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥)
____________________________________
التفسير :
فيما يحدث به التاريخ ، وتتوارد عليه الأخبار الصحيحة ، تلك الحادثة التي تسمى حادثة الفيل ، والتي أرخ بها العرب الجاهليون ، كما كانوا يؤرخون بالأحداث العظيمة ، التي تقع لهم فى مسيرة حياتهم .. فاتخذوا عام الفيل مبدأ لمرحلة من مراحل التاريخ عندهم ..
وحادثة الفيل ـ كما تروى كتب التاريخ والسير ـ كانت عام ميلاد النبيصلىاللهعليهوسلم .. وأن مسرحها كان مكة ، البلد الحرام ، وأن مقصدها كان هدم الكعبة والبيت الحرام!
قيل إن قائدا حبشيا اسمه «أبرهة» ، كان قد غلب على اليمن ، ثم رأى تعظيم العرب للكعبة ، وإقبالهم عليها ، وتمسحهم بها ، فأراد أن يجعل وجهة العرب إليه ، فبنى بنيّة ، أراد بها أن يحج العرب إليها ، وأن ينصرفوا عن الكعبة .. فلما لم يجد منهم استجابة لدعوته ، ولا التفاتا إلى بنيته ، قرر أن يهدم الكعبة ، ويزيل معالمها ، حتى لا يكون للعرب متجه إليها ، فيخلو بذلك وجههم لهذه البنية التي بناها .. فسار يجيش كثيف ، يتقدمه فيل عظيم ، كان