وقد قلنا فى غير موضع إن هذه الأوصاف التي توصف بها أدوات العذاب ، فى النار ، وتلك الأوصاف التي توصف بها ألوان النعيم فى الجنة ، هى مما فتمثله فى الدنيا ، ونرى مشابه منه كما نطق به القرآن الكريم ، أما كنه هذه الأشياء وحقيقتها ، فلا يعلمها إلا الله ، سبحانه ، وعلينا أن نصدق بها كما وردت ، دون أن نبحث عن صفاتها ، وحدودها
(١٠٥) سورة الفيل
نزولها : مكية .. نزلت بعد سورة «الكافرون».
عدد آياتها : خمس آيات.
عدد كلماتها : ثلاث وعشرون كلمة.
عدد حروفها : ثلاثة وتسعون حرفا.
مناسبتها لما قبلها
فى سورة «الهمزة» عرض لمن جمع المال ، واتخذ منه سلاحا يغمز به الناس ، ويهمزهم ، ويمزق أديمهم ، ويزبل وجودهم الإنسانى بين الناس ..
وسورة «الفيل» تعرض لجماعة من تلك الجماعات ، التي اجتمع ليدها قوة من تلك القوى المخيفة ، هى الفيل ، الذي يشبه قوة المال فى طغيانه ، حين يجتمع ليد إنسان جهول غشوم ، طاغية ، فيتسلط على الناس ، كما يتسلط صاحب الفيل على صاحب الحمار ، أو الحصان ، مثلا .. فكان عاقبة صاحب هذا الفيل الهلاك والدمار ، كما كان عاقبة صاحب هذا المال ، الذلّ والخزي ، والخسران ..