بسم الله الرحمن الرّحيم
____________________________________
الآيات : (١ ـ ٣)
(وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(وَالْعَصْرِ).
هو قسم بهذا الوقت من أوقات الزمن ، وهو الساعات الأخيرة من النهار .. وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بأجزاء من الزمن ، كالفجر ، والضحى ، والليل ، والنهار ..
وفى القسم «بالعصر» تنويه بشأن هذا الوقت من الزمن ، الذي تبدأ فيه الأحياء تجمع نفسها ، وتعود إلى مأواها بما حصّلت وجمعت فى سعيها فى الحياة .. وإنه لجدير بالعاقل أن يحاسب نفسه على ما عمل فى يومه هذا ، وما حصل فيه من خير ، وما اقترف فيه من إثم .. إنه وقت محاسبة ومراجعة لأعمال اليوم ، وتصحيح للأخطاء التي وقع فيها ، فلا يستأنفها فى غده .. ولهذا كانت صلاة العصر هى الصلاة الوسطى ـ على ما جاءت به الأخبار الصحيحة ، وقرره معظم أهل العلم ـ تلك الصلاة التي نوه الله سبحانه وتعالى بها ، فقال تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (٢٣٨ : البقرة).