(إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (١ : الحج). أما ما يحدث من زلزال للأرض فيما قبل هذا الزلزال ، فلا حساب له ، إذا نظر له من خلال هذا هذا الزلزال العظيم ..
وفى هذا اليوم تخرج الأرض أثقالها ، أي ما حملت فى بطنها من أموات ، فكأنها تلدهم من جديد ، كما تلد الأم أبناءها ، بعد أن يتم حملها ، وتثقل به بطنها .. كما يقول سبحانه : (فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (١٨٩ : الأعراف) ..
وقوله تعالى : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها)؟ هو سؤال عجب ودهش ، يسأله الإنسان نفسه بعد أن تلفظه الأرض من بطنها ، وتلقى به على ظهرها .. إنه ينكر هذا الذي حدث .. لقد كان فى بطن الأرض ، فماذا أخرجه منها؟ وماذا يراد به؟ وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ* قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)؟ (٥١ ـ ٥٢ يس).
وقوله تعالى :
(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها. بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) ـ هو جواب الشرط «إذا» فى قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)
أي فى هذا اليوم ، يوم البعث والنشور ، الذي تزلزل فيه الأرض ـ تحدث الأرض «أخبارها» أي تظهر الأرض أخبارها التي كانت مكنونة فى صدرها ..
وفى التعبير عن إظهار أخبارها بالتحديث ـ إشارة إلى أن أحداثها التي يراها الناس يومئذ ، هى أبلغ حديث ، وأظهر بيان ، فهو شواهد ناطقة بلسان الحال ، أبلغ من لسان المقال ..