به ، قبل أن يستمعوا إلى آيات الله منه ، وقبل أن يشهدوا وجه الإعجاز فيها .. وأنه ليكفى أن يقول لهم إنه رسول الله ، فيقرءون آيات الصدق فى وجهه وفى وقع كلماته على آذانهم .. وقد آمن المؤمنون الأولون ، ولم يكن قد نزل من القرآن قدر يعرفون منه أحكام الدين ، ومبادئه ، وأخلاقياته .. بل إن إيمانهم كان استجابة لما دعاهم إليه رسول الله ، لأنه لا يدعو ـ كما عرفوه وخبروه ـ إلا إلى خير وحق.
والصحف المطهرة ، هى آيات القرآن الكريم ، التي يتلوها الرسول الكريم ، كما أوحاها إليه ربه ، وكما تلقاها من رسول الوحى ، على ما هى عليه فى صحف اللوح المحفوظ ، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ ، فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ، فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ، مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ، كِرامٍ بَرَرَةٍ) (١١ ـ ١٦ : عبس).
وطهارة هذه الصحف ، هو نقاء آياتها ، وصفاؤها ، من كل سوء .. فهى حق خالص ، وكمال مطلق .. (إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ، لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ). (٤٢ : فصلت).
وقوله تعالى :
(فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ).
والكتب القيمة التي فى هذه الصحف ، هى الكتب التي نزلت على أنبياء الله ورسله ، كصحف إبراهيم وموسى .. كما يقول سبحانه : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى ، صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (١٨ ـ ١٩ : الأعلى).
فالقرآن الكريم جمع ما تفرق فيما أنزل الله من كتب على أنبيائه ، فكان به تمام دين الله ، الذي هو الإسلام ، كما يقول سبحانه : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (١٩ : آل عمران).