الأول : لاستحضار الماضي ، ولعظمته على نحو ما فى قوله تعالى : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) (٢١٤ : البقرة) .. فإن المضارع بعد الماضي يزيد الأمر تصويرا ..
والثاني : لأن مبدأ النزول كان فيها ، ولكن بقية الكتاب ، وما فيه من تفصيل الأوامر والأحكام ـ كان فيما بعد .. فكأنه يشير إلى أن ما ابتدأ فيها يستمر فى مستقبل الزمان ، حتى يكمل الدين»!!
وقوله تعالى : «من كل أمر» أي تتنزل الملائكة حاملة من كل أمر من أوامر الله ، ومن أحكامه ، ما يأذن الله لها به ، كما تقضى بذلك حكمته .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٤ ـ ٥ : الدخان).
وقوله تعالى :
(سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
أي أنها ليلة ولد فيها الأمن والسلام .. من بدئها إلى ختامها .. فهى ليلة القرآن .. والقرآن من مبدئه إلى ختامه سلام وأمن كلّه ، ورسالة القرآن هى «الإسلام» الذي هو السلام ، والنجاة ، لمن طلب السلامة والنجاة.!
* * *