وقوله تعالى : (فَادْخُلِي فِي عِبادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي) ـ هو دعوة إلى هذه النفس المطمئنة ، بعد أن عادت إلى ربها ، أن تأخذ مكانها بين عباده الذين أضافهم سبحانه وتعالى إليه ، وجعلهم فى مقام كرمه وإحسانه ، وأدخلهم جنته التي أعدها لهم ، فلتأخذ هى مكانها معهم من تلك الجنة ، ولتنعم بما ينعم به عباد الله المكرمون ، من نعيم لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر .. جعلنا الله منهم ، وألحقنا بهم ، إنه أهل التقوى وأهل المغفرة
(٩٠) سورة البلد
نزولها : مكية .. بإجماع .. نزلت بعد سورة «ق».
عدد آياتها : عشرون آية.
عدد كلماتها : اثنتان وثمانون. كلمة.
عدد حروفها : ثلاثمائة وواحد وخمسون حرفا.
مناسبتها لما قبلها
الإنسان الذي ابتلاه الله فأكرمه ونعمه ، فلم يحمد الله ، ولم يشكر له فضله وإحسانه ، والإنسان الذي قدر الله عليه رزقه ، فساء ظنّه بالله ، وغيّر موقفه منه ـ هذا الإنسان ـ فى حاليه اللذين عرضتهما سورة «الفجر» ـ يرى فى أوضح صورة فى إنسان هذا البلد ، وهو مكة ، البلد الحرام الذي رفع الله قدره ، وجعله حرما آمنا ، يجبى إليه ثمرات كل شىء ، وجعله موضعا